الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَصْحَابُ ٱلشِّمَالِ مَآ أَصْحَابُ ٱلشِّمَالِ } * { فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ } * { وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ } * { لاَّ بَارِدٍ وَلاَ كَرِيمٍ } * { إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ } * { وَكَانُواْ يُصِرُّونَ عَلَى ٱلْحِنثِ ٱلْعَظِيمِ } * { وَكَانُواْ يِقُولُونَ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ }

قوله تعالى: { وَأَصْحَـٰبُ ٱلشِّمَالِ مَآ أَصْحَـٰبُ ٱلشِّمَالِ * فِى سَمُومٍ } ، ريح حارة، { وَحَمِيمٍ } ، ماء حار { وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ } ، دخان شديد السواد، تقول العرب: أسود يحموم إذا كان شديد السواد، وقال الضحاك: النار سوداء وأهلها سود، وكل شيء فيها أسود. وقال ابن كيسان: " اليحموم " اسم من أسماء النار. { لاَّ بَارِدٍ وَلاَ كَرِيم } ، قال قتادة: لا بارد المنزل ولا كريم المنظر. وقال سعيد بن المسيب: ولا كريم ولا حسن، نظيرهمِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ } [الشعراء: 7]. وقال مقاتل: طيب. { إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ } ، يعني في الدنيا، { مُتْرَفِينَ } ، منعَّمين. { وَكَانُوا يُصِرُّونَ } ، يقيمون { عَلَى ٱلْحِنثِ ٱلعَظِيم } ، على الذنب الكبير وهو الشرك. وقال الشعبي: " الحنث العظيم " اليمين الغموس. ومعنى هذا: أنهم كانوا يحلفون أنهم لا يبعثون وكذبوا في ذلك. { وَكَانُواْ يِقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَٰماً أئنَّا لَمَبْعُوثُون } ، قرأ أبو جعفر ونافع والكسائي ويعقوب: { أئذا } مستفهماً " إنّا " بتركه، وقرأ الآخرون بالاستفهام فيهما.