الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ إِذَا وَقَعَتِ ٱلْوَاقِعَةُ } * { لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ } * { خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ } * { إِذَا رُجَّتِ ٱلأَرْضُ رَجّاً } * { وَبُسَّتِ ٱلْجِبَالُ بَسّاً }

{ إِذَا وَقَعَتِ ٱلْوَاقِعَةُ } إذا قامت القيامة. وقيل: إذا نزلت صيحة القيامة، وهي النفخة الأخيرة. { لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا } ، لمجيئها، { كاذبة } ، كذب، كقوله:لاَّ تَسْمَعُ فِيهَا لاَغِيَةً } [الغاشية: 11]، أي لغو يعني أنها تقع صدقاً وحقاً. و " الكاذبة " اسم كالعافية والنازلة. { خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ } ، تخفض أقواماً إلى النار وترفع آخرين إلى الجنة. وقال عطاء عن ابن عباس: تخفض أقواماً كانوا في الدنيا مرتفعين وترفع أقواماً كانوا في الدنيا مستضعفين. { إِذَا رُجَّتِ ٱلأَرْضُ رَجّاً } ، حركت وزلزلت زلزالاً، قال الكلبي: إن الله إذا أوحى إليها اضطربت فرقاً. قال المفسرون: ترج كما يرج الصبي في المهد حتى ينهدم كل بناء عليها وينكسر كل ما عليها من الجبال وغيرها. وأصل " الرج " في اللغة: التحريك، يقال: رججته فارتجَّ. { وَبُسَّتِ ٱلْجِبَالُ بَسّاً } ، قال عطاء ومقاتل ومجاهد: فُتَّتْ فَتّاً فصارت كالدقيق المبسوس وهو المبلول. قال سعيد بن المسيب والسدي: كسرت كسراً. وقال الكلبي: سيرت على وجه الأرض تسييراً. وقال الحسن: قلعت من أصلها فذهبت، نظيرها:فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً } [طه: 105] قال ابن كيسان: جعلت كثيباً مهيلاً بعد أن كانت شامخة طويلة.