الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَحُورٌ عِينٌ } * { كَأَمْثَالِ ٱللُّؤْلُؤِ ٱلْمَكْنُونِ } * { جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ تَأْثِيماً } * { إِلاَّ قِيلاً سَلاَماً سَلاَماً } * { وَأَصْحَابُ ٱلْيَمِينِ مَآ أَصْحَابُ ٱلْيَمِينِ } * { فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ }

{ كَأَمْثَـٰلِ ٱللُّؤْلُؤِ المَكْنُون } ، المخزون في الصدف لم تمسه الأيدي. ويروى: أنه يسطع نور في الجنة قالوا: وما هذا؟ قالوا: ضوء ثغر حوراء ضحكت في وجه زوجها. ويروى: أن الحوراء إذا مشت يسمع تقديس الخلاخل من ساقيها وتمجيد الأسورة من ساعديها، وإن عقد الياقوت ليضحك من نحرها، وفي رجليها نعلان من ذهب شراكهما من لؤلؤ يصرَّان بالتسبيح. { جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }. { لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلاَ تَأْثِيماً * إِلاَّ قِيلاً } ، أي قولاً: { سَلاَماً سَلاَماً } نصبهما اتباعاً لقوله " قيلاً " أي يسمعون قيلاً سلاماً سلاماً. قال عطاء: يحيِّي بعضهم بعضاً بالسلام. ثم ذكر أصحاب اليمين وعجَّب من شأنهم فقال جل ذكره: { وَأَصْحَابُ ٱلْيَمِينِ مَآ أَصْحَابُ ٱلْيَمِينِ فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ } ، لا شوك فيه، كأنه خُضِد شوكه، أي قطع ونزع منه، هذا قول ابن عباس وعكرمة. وقال الحسن: لا يعقر الأيدي. قال ابن كيسان: هو الذي لا أذى فيه. قال: وليس شيء من ثمرة الجنة في غلف كما يكون في الدنيا من الباقلاء وغيره بل كلها مأكول ومشروب ومشموم ومنظور إليه. قال الضحاك ومجاهد: هو الموقر حملاً. قال سعيد بن جبير: ثمارها أعظم من القلال. قال أبو العالية والضحاك: نظر المسلمون إلى وَج - وهو واد مخصب بالطائف - فأعجبهم سدرها، وقالوا: يا ليت لنا مثل هذا فأنزل الله هذه الآية.