الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } * { إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ } * { تَنزِعُ ٱلنَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ } * { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } * { وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } * { كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِٱلنُّذُرِ } * { فَقَالُوۤاْ أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ إِنَّآ إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ } * { أَءُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ }

{ كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِى وَنُذُرِ * إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً } ، شديدة الهبوب { فِى يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ } شديد دائم الشؤم، استمر عليهم بنحو سنة فلم يُبْقِ منهم أحداً إلا أهلكه، قيل: كان ذلك يوم الأربعاء في آخر الشهر. { تَنزِعُ ٱلنَّاسَ } ، تقلعهم ثم ترمي بهم على رؤوسهم فتدق رقابهم. وروي أنها كانت تنزع الناس من قبورهم، { كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ } ، قال ابن عباس: أصولها، وقال الضحاك: أوراك نخل. { مُّنقَعِرٍ } ، منقطع من مكانه، ساقط على الأرض. وواحد الأعجاز عَجُز، مثل عضد وأعضاد، وإنما قال: " أعجاز نخل " وهي أصولها التي قطعت فروعها، لأن الريح كانت تبين رؤوسهم من أجسادهم، فتبقى أجسام بلا رؤوس. { فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِى وَنُذُرِ * وَلَقَدْ يَسَّرْنَا ٱلْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ * كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِٱلنُّذُرِ } ، بالإِنذار الذي جاءهم به صالح. { فَقَالُوۤاْ أَبَشَراً } ، آدمياً، { مِّنَّا وَٰحِداً نَّتَّبِعُهُ } ، ونحن جماعة كثيرة وهو واحد، { إِنَّآ إِذاً لَّفِى ضَلَـٰلٍ } ، خطأ وذهابٍ عن الصواب، { وَسُعُرٍ } ، قال ابن عباس: عذاب، وقال الحسن: شدة عذاب. وقال قتادة: عناء، يقولون: إنا إذاً لفي عناء وعذاب مما يلزمنا من طاعته. قال سفيان بن عيينة: هو جمع سعير. وقال الفراء: جنون، يقال ناقة مسعورة إذا كانت خفيفة الرأس هائمة على وجهها. وقال وهب: وسُعُر: أي: بَعُدَ عن الحق. { أَءُلْقِىَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ } ، أأنزل الذكر الوحي، { مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ } ، بطر متكبر يريد أن يتعظم علينا بادعائه النبوة، " والأَشَر ": المرح والتجبُّر.