الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَثَمُودَ فَمَآ أَبْقَىٰ } * { وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُواْ هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَىٰ } * { وَٱلْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَىٰ } * { فَغَشَّاهَا مَا غَشَّىٰ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكَ تَتَمَارَىٰ } * { هَـٰذَا نَذِيرٌ مِّنَ ٱلنُّذُرِ ٱلأُوْلَىٰ } * { أَزِفَتِ ٱلآزِفَةُ } * { لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ ٱللَّهِ كَاشِفَةٌ } * { أَفَمِنْ هَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ } * { وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ }

{ وَثَمُودَا } ، وهم قوم صالح أهلكهم الله بالصيحة، { فَمَآ أَبْقَىٰ } ، منهم أحداً. { وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ } ، أي: أهلك قوم نوح من قبل عاد وثمود، { إِنَّهُمْ كَانُواْ هُمْ أَظْلَمَ وَأطْغَىٰ } ، لطول دعوة نوح إيّاهم وعتوهم على الله بالمعصية والتكذيب. { وَٱلْمُؤْتَفِكَةَ } ، قُرى قوم لوط، { أَهْوَىٰ } ، أسقط أي: أهواها جبريل بعدما رفعها إلى السماء. { فَغَشَّـٰهَا } ، ألبسها الله، { مَا غَشَّىٰ } ، يعني: الحجارة المنضودة المسومة. { فَبِأَىِّ آلاۤءِ رَبِّكَ تَتَمَارَىٰ } ، نِعَمِ ربك أيها الإِنسان، وقيل: أراد الوليد بن المغيرة، { تَتَمَارَىٰ } ، تشك، وتجادل، وقال ابن عباس: تكذب. { هَـٰذَا نَذِيرٌ } ، يعني: محمداً صلى الله عليه وسلم، { مِّنَ ٱلنُّذُرِ ٱلأُوْلَىٰ } ، أي رسول من الرسل أرسل إليكم كما أرسلوا إلى أقوامهم، وقال قتادة يقول: أنذر محمدٌ كما أنذر الرسلُ من قبله. { أَزِفَتِ ٱلأَزِفَةُ } ، دنت القيامة واقتربت الساعة. { لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ ٱللهِ كَاشِفَةٌ } ، أي: مظهرة مقيمة كقوله تعالى:لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلاَّ هُوَ } [الأعراف:187]، والهاء فيه للمبالغة أو على تقدير: نفس كاشفة. ويجوز أن تكون الكاشفة مصدراً كالخافية والعافية، والمعنى: ليس لها من دون الله كاشف، أي لا يكشف عنها ولا يظهرها غيره. وقيل: معناه: ليس لها رادّ يعني: إذا غشيت الخلقَ أهوالُها وشدائدُها لم يكشفها ولم يردّها عنهم أحد، وهذا قول عطاء وقتادة والضحاك. { أَفَمِنْ هَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ } ، يعني القرآن، { تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ } ، يعني: استهزاءً، { وَلاَ تَبْكُونَ } ، مما فيه من الوعيد.