الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمْ لِلإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ } * { فَلِلَّهِ ٱلآخِرَةُ وٱلأُولَىٰ } * { وَكَمْ مِّن مَّلَكٍ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ ٱللَّهُ لِمَن يَشَآءُ وَيَرْضَىٰ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ ٱلْمَلاَئِكَةَ تَسْمِيَةَ ٱلأُنْثَىٰ } * { وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَإِنَّ ٱلظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ ٱلْحَقِّ شَيْئاً }

{ أَمْ لِلإِنسَـٰنِ مَا تَمَنَّىٰ } ، أيظن الكافر أن له ما يتمنى ويشتهي من شفاعة الأصنام؟ { فَلِلَّهِ ٱلأَخِرَةُ وٱلأُولَىٰ } ، ليس كما ظن الكافر وتمنى، بل لله الآخرة والأولى لا يملك أحدٌ فيهما شيئاً إلاّ بإذنه. { وَكَمْ مِّن مَّلَكٍ فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ } ، ممن يعبدهم هؤلاء الكفار ويرجون شفاعتهم عند الله، { لاَ تُغْنِى شَفَـٰعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ ٱللهُ } ، في الشفاعة، { لِمَن يَشَآءُ وَيَرْضَىٰ } ، أي: من أهل التوحيد. قال ابن عباس: يريد لا تشفع الملائكة إلاّ لمن رضي الله عنه، وجَمَع الكناية في قوله: " شفاعتهم " والمَلَكُ واحد، لأن المراد من قوله: { وَكَم مِّن مَّلَكٍ } ، الكثرة فهو كقوله:فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَـٰجِزِينَ } [الحاقة:47]. { إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلأَخِرَةِ لَيُسَمُّونَ ٱلْمَلَـٰئِكَةَ تَسْمِيَةَ ٱلأُنثَىٰ } ، أي: بتسمية الأنثى حين قالوا: إنهم بنات الله. { وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ } ، قال مقاتل: معناه ما يستيقنون أنهم [بنات الله]، { إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَإِنَّ ٱلظَّنَّ لاَ يُغْنِى مِنَ ٱلْحَقِّ شَيْئاً } ، " والحق " بمعنى العلم، أي: لا يقوم الظن مقام العلم. وقيل: " الحق " بمعنى العذاب، أي: أظنهم لا ينقذهم من العذاب شيء.