الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } * { أَمْ لَهُ ٱلْبَنَاتُ وَلَكُمُ ٱلْبَنُونَ } * { أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ } * { أَمْ عِندَهُمُ ٱلْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ } * { أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هُمُ ٱلْمَكِيدُونَ }

{ أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ } ، مرقىً ومصعد إلى السماء، { يَسْتَمِعُونَ فِيهِ } ، أي يستمعون عليه الوحي، كقوله:وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِى جُذُوعِ ٱلنَّخْلِ } [طه:71] أي: عليها، معناه: ألهم سُلّم يرتقون به إلى السماء، فيستمعون الوحي ويعلمون أن ما هم عليه حق بالوحي، فهم مستمسكون به كذلك؟ { فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُم } ، إن ادعوا ذلك، { بِسُلْطَـٰنٍ مُّبِينٍ } ، حجة بينة. { أَمْ لَهُ ٱلْبَنَـٰتُ وَلَكُمُ ٱلْبَنُونَ } ، هذا إنكار عليهم حين جعلوا لله ما يكرهون، كقوله:فَٱسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ ٱلْبَنَاتُ وَلَهُمُ ٱلْبَنُونَ } [الصافات:149]. { أَمْ تَسْـئَلُهُمْ أَجْراً } ، جُعْلاً على ما جئتهم به ودعوتهم إليه من الدين، { فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ } ، أثقلهم ذلك المغرم الذي تسألهم، فمنعهم ذلك عن الإِسلام. { أَمْ عِندَهُمُ ٱلْغَيْبُ } ، أي: علم ما غاب عنهم، حتى عملوا أن ما يخبرهم الرسول من أمر القيامة والبعث باطل. وقال قتادة: هذا جواب لقولهم: { نَّتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ ٱلْمَنُون } ، يقول: أعندهم علم الغيب حتى علموا أن محمداً صلى الله عليه وسلم يموت قبلهم؟ { فَهُمْ يَكْتُبُونَ } ، أي: يحكمون، والكتاب: الحكم، " قال النبي صلى الله عليه وسلم للرجلين اللذين تخاصما إليه: «أقضي بينكما بكتاب الله» " أي بحكم الله. وقال ابن عباس: معناه أم عندهم اللوح المحفوظ فهم يكتبون ما فيه ويخبرون الناس به؟ { أَمْ يُرِيدُونَ كَيْداً } ، مكراً بك ليهلكوك، { فَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هُمُ ٱلْمَكِيدُونَ } ، أي: هم المجزيون بكيدهم يريد أن ضرر ذلك يعود عليهم، ويحيق مكرهم بهم، وذلك أنهم مكروا به في دار الندوة فقتلوا ببدر.