الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْساً لاَّ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيمٌ } * { وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ } * { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ } * { قَالُوۤاْ إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِيۤ أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ }

{ يَتَنَـٰزَعُونَ } ، يتعاطون ويتناولون، { فِيهَا كَأْساً لاَّ لَغْوٌ فِيهَا } ، وهو الباطل، وروي ذلك عن قتادة، وقال مقاتل بن حيان: لا فضول فيها. وقال سعيد بن المسيب: لا رفث فيها. وقال ابن زيد: لا سباب ولا تخاصم فيها. وقال القتيبي: لا تذهب عقولهم فيلغوا ويرفثوا، { وَلاَ تَأْثِيمٌ } ، أي لا يكون منهم ما يؤثمهم. قال الزجَّاج: لا يجري بينهم ما يلغي ولا ما فيه إثم كما يجري في الدنيا لشرية الخمر وقيل: لا يأثمون في شربها. { وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ } ، بالخدمة، { غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ } ، في الحُسن والبياض والصفاء، { لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ } ، مخزون مصون لم تمسه الأيدي. قال سعيد بن جبير: يعني في الصدف. قال عبد الله بن عمر: وما من أحد من أهل الجنة إلا يسعى عليه ألف غلام، وكل غلام على عملٍ ما عليه صاحبه. وروي عن الحسن أنه لما تلا هذه الآية قال: قالوا يا رسول الله: الخادم كاللؤلؤ المكنون، فكيف المخدوم؟ وعن قتادة أيضاً قال: ذكر لنا أن رجلاً قال: يا نبي الله هذا الخادم فكيف المخدوم؟ قال: " فضل المخدوم على الخادم كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب ". { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ } ، يسأل بعضهم بعضاً في الجنة. قال ابن عباس: يتذاكرون ما كانوا فيه من التعب والخوف في الدنيا. { قَالُوۤاْ إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِىۤ أَهْلِنَا } ، في الدنيا، { مُشْفِقِينَ } ، خائفين من العذاب.