الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلطُّورِ } * { وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ } * { فِي رَقٍّ مَّنْشُورٍ } * { وَٱلْبَيْتِ ٱلْمَعْمُورِ } * { وَٱلسَّقْفِ ٱلْمَرْفُوعِ }

{ وَٱلطُّورِ } ، أراد به الجبل الذي كلم الله تعالى عليه وموسى عليه السلام بالأرض المقدسة أقسم الله تعالى به. { وَكِتَـٰبٍ مُّسْطُورٍ } ، مكتوب. { فِى رَقٍّ مَّنْشُورٍ } ، " والرَّقّ ": ما يُكتب فيه، وهو أديم الصحف و " المنشور ": المبسوط، واختلفوا في هذا الكتاب، قال الكلبي: هو ما كتب الله بيده لموسى من التوراة وموسى يسمع صرير القلم. وقيل: هو اللوح المحفوظ. وقيل: دواوين الحفظة تخرج إليهم يوم القيامة منشورة، فأخذ بيمينه وأخذ بشماله. دليله قوله عزّ وجلّ:وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ كِتَابًا يَلْقَـٰهُ مَنْشُوراً } [الإسراء:13]. { وَٱلْبَيْتِ ٱلْمَعْمُورِ } ، بكثرة الغاشية والأهل، وهو بيت في السماء حذاء العرش بحيال الكعبة يقال له: الصُّرَاح، حرمته في السماء كحرمة الكعبة في الأرض، يدخله كل يوم سبعون ألفاً من الملائكة يطوفون به ويصلون فيه ثم لا يعودون إليه أبداً. { وَٱلسَّقْفِ ٱلْمَرْفُوعِ } ، يعني: السماء نظيره قوله عزّ وجلّ:وَجَعَلْنَا ٱلسَّمَآءَ سَقْفاً مَّحْفُوظاً } [الأنبياء:32].