{ مَآ أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ } ، أي: أن يرزقوا أحداً من خلقي ولا أن يرزقوا أنفسهم، { وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ } ، أي: أن يطعموا أحداً من خلقي، وإنما أسند الإِطعام إلى نفسه، لأن الخلق عيال الله ومن أطعم عيال أحد فقد أطعمه. كما جاء في الحديث: يقول الله تعالى: " استطعمتُك فلم تُطعمني " ، أي: لم تطعم عبدي، ثم بيّن أن الرازق هو لا غيره فقال: { إِنَّ ٱللهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ } ، يعني: لجميع خلقه، { ذُو ٱلْقُوَّةِ ٱلْمَتِينُ } ، وهو القوى المتقدر المبالغ في القوة والقدرة. { فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ } ، كفروا من أهل مكة، { ذَنُوباً } ، نصيباً من العذاب، { مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَـٰبِهِمْ } ، مثل نصيب أصحابهم الذين هلكوا من قوم نوح وعاد وثمود، وأصل " الذَّنُوب " في اللغة: الدلو العظيمة المملوءة ماء، ثم استعمل في الحظ والنصيب، { فَلاَ يَسْتَعْجِلونِ } ، بالعذاب يعني أنهم أُخِّروا إلى يوم القيامة. يدل عليه قوله عزّ وجلّ: { فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن يَوْمِهِمُ ٱلَّذِى يُوعَدُونَ } ، يعني: يوم القيامة، وقيل: يوم بدر.