الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَفِي ٱلأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ } * { وَفِيۤ أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ } * { وَفِي ٱلسَّمَآءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ } * { فَوَرَبِّ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَآ أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ }

{ وَفِىۤ ٱلأَرْضِ ءَايَاتٌ } ، عِبَر، { لِّلْمُوقِنِينَ } ، إذا سَارُوا فيها من الجبال والبحار والأشجار والثمار وأنواع النبات. { وَفِىۤ أَنفُسِكُمْ } ، آياتٌ، إذْ كانت نطفةً ثم علقةً ثم مضغةً ثم عظماً إلى أن نفخ فيها الروح. قال عطاء عن ابن عباس: يريد اختلاف الألسنة والصور والألوان والطبائع. وقال ابن الزبير: يريد سبيل الغائط والبول يأكل ويشرب من مدخل واحد ويخرج من سبيلين. { أَفَلاَ تُبْصِرُونَ } ، [قال مقاتل]: أفلا تبصرون كيف خلقكم فتعرفوا قدرته على البعث. { وَفِى ٱلسَّمَآءِ رِزْقُكُمْ } ، قال ابن عباس ومجاهد ومقاتل: يعني المطر الذي هو سبب الأرزاق، { وَمَا تُوعَدُونَ } ، قال عطاء: من الثواب والعقاب. وقال مجاهد: من الخير والشر. وقال الضحاك: وما توعدون من الجنة والنار، ثم أقسم بنفسه فقال: { فَوَرَبِّ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ } ، أي: ما ذكرت من أمر الرزق لحقٌّ، { مِّثْلَ } ، قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم: " مِثْلُ " برفع اللام بدلاً من " الحق " ، وقرأ الآخرون بالنصب أي كمثل، { مَآ أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ } ، فتقولون: لا إله إلا الله. وقيل: شبّه تحقيق ما أخبر عنه بتحقيق نطق الآدمي، كما تقول: إنه لحق كما أنت هاهنا، وإنه لحق كما أنك تتكلم، والمعنى: إنه في صدقه ووجوه كالذي تعرفه ضرورة: وقال بعض الحكماء: يعني: كما أن كل إنسان ينطق بلسان نفسه لا يمكنه أن ينطق بلسان غيره فكذلك كل إنسان يأكل رزق نفسه الذي قسم له، ولا يقدر أن يأكل رزق غيره.