الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ ٱلْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ } * { يَوْمَ يَسْمَعُونَ ٱلصَّيْحَةَ بِٱلْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ ٱلْخُرُوجِ } * { إِنَّا نَحْنُ نُحْيِـي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا ٱلْمَصِيرُ } * { يَوْمَ تَشَقَّقُ ٱلأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعاً ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ } * { نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِٱلْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ }

قوله عزّ وجلّ: { وَٱسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ ٱلْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ } ، أي: واستمع يا محمد صيحة القيامة والنشور يوم ينادي المنادي، قال مقاتل: يعني إسرافيل ينادي بالحشر يا أيتها العظام البالية والأوصال المتقطعة واللحوم المتمزقة والشعور المتفرقة، إن الله يأمركنّ أن تجتمعن لفصل القضاء { مِنْ مَّكَانٍ قَرِيبٍ } من صخرة بيت المقدس، وهي وسط الأرض. قال الكلبي: هي أقرب الأرض إلى السماء بثمانية عشر ميلاً. { يَوْمَ يَسْمَعُونَ ٱلصَّيْحَةَ بِٱلْحَقِّ } ، وهي الصيحة الأخيرة، { ذَلِكَ يَوْمُ ٱلْخُرُوجِ } ، من القبور. { إِنَّا نَحْنُ نُحْىِ وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا ٱلْمَصِيرُ * يَوْمَ تَشَقَّقُ ٱلأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعاً } ، جمع سريع، أي: يخرجون سراعاً، { ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا } ، جمع علينا { يَسِيرٌ }. { نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ } ، يعني: كفار مكة في تكذيبك، { وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ } ، بمسلط تجبرهم على الإِسلام إنما بعثتَ مُذَكِّراً، { فَذَكِّرْ بِٱلْقُرْءَانِ مَن يَخَافُ وَعِيد } ، أي: ما أوعدتُ مَنْ عصاني من العذاب. قال ابن عباس: قالوا: يا رسول الله لو خوفتنا، فنزلت: { فَذَكِّرْ بِٱلْقُرْءَانِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ }.