الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ ٱلَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } * { يَا أَيُّهَآ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ للَّهِ شُهَدَآءَ بِٱلْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىۤ أَلاَّ تَعْدِلُواْ ٱعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } * { وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ }

قوله تعالى: { وَٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ } يعني: النّعم كلها، { وَمِيثَـٰقَهُ ٱلَّذِى وَاثَقَكُم بِهِ } ، عهده الذي عاهدكم به أيّها المؤمنون، { إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا } ، وذلك حين بايعوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة فيما أحبوا وكرهوا، وهو قول أكثر المفسّرين، وقال مجاهد ومقاتل: يعني الميثاق الذي أخذ عليهم حين أخرجهم من صلب آدم عليه السلام، { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } ، بما في القلوب من خير وشر. قوله تعالى: { يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ للَّهِ شُهَدَآءَ بِٱلْقِسْطِ } ، أي: كونُوا قائمين بالعدل [قوّالين] بالصدق، أمرهم بالعدل والصدق في أفعالهم وأقوالهم، { وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ } ، ولا يحملنّكم، { شَنَآنُ قَوْمٍ } ، بغضُ قوم، { عَلَىۤ أَلاَّ تَعْدِلُواْ } ، أي: على ترك العدل فيهم لعداوتهم. ثم قال: { ٱعْدِلُواْ } ، يعني: في أوليائكم وأعدائكم، { هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ } ، يعني: إلى التقوى، { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }. { وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ } ، وهذا في موضع النصب، لأن فعل الوعد واقع على المغفرة ورفعها على تقدير، أي: وقال لهم: مغفرة وأجر عظيم.