الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لَوْلاَ نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا ٱلْقِتَالُ رَأَيْتَ ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ ٱلْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ فَأَوْلَىٰ لَهُمْ } * { طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ ٱلأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُواْ ٱللَّهَ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ }

{ وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواَْ } ، حرصاً منهم على الجهاد، { لَوْلاَ نُزِّلَتْ سُورَةٌ } ، تأمرنا بالجهاد، { فَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا ٱلْقِتَالُ } ، قال قتادة: كل سورة ذُكر فيها الجهاد فهي محكمة، وهي أشد القرآن على المنافقين، { رَأَيْتَ ٱلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ } ، يعني المنافقين، { يَنظُرُونَ إِلَيْكَ } ، شزراً بتحديق شديد، كراهية منهم للجهاد وجبناً عن لقاء العدو، { نَظَرَ ٱلْمَغْشِىِّ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ } ، كما ينظر الشاخص بصره عند الموت، { فَأَوْلَىٰ لَهُمْ } ، وعيد وتهديد، ومعنى قولهم في التهديد: " أولى لك " أي: وَلِيَك وقاربك ما تكره. ثم قال: { طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ } ، وهذا ابتداء محذوف الخبر تقديره: طاعة، وقول معروف أمثل، أي لو أطاعوا وقالوا قولاً معروفاً كان أمثل وأحسن. وقيل: مجازه: يقول هؤلاء المنافقون قبل نزول السورة المحكمة: طاعةٌ، رفع على الحكاية أي أمرنا طاعة أو منَّا طاعة، " وقول معروف ": حسن. وقيل: هو متصل بما قبله، واللام في قوله: " لهم " بمعنى الباء، مجازه: فأولى بهم طاعة الله ورسوله، وقول معروف بالإِجابة، أي لو أطاعوا كانت الطاعة والإِجابة أولى بهم، وهذا معنى قول ابن عباس في رواية عطاء. { فَإِذَا عَزَمَ ٱلأَمْرُ } ، أي جدَّ الأمر ولزم فرض القتال وصار الأمر معزوماً، { فَلَوْ صَدَقُواْ ٱللهَ } ، في إظهار الإِيمان والطاعة، { لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ } ، وقيل: جواب " إذا " محذوف تقديره فإذا عزم الأمر نكلوا وكذبوا فيما وعدوا ولو صدقوا الله لكان خيراً لهم.