الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِٱلأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ ٱلنُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ ٱللَّهَ إِنَّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } * { قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ }

قوله عزّ وجلّ: { وَٱذْكُرْ أَخَا عَادٍ } ، يعني هوداً عليه السلام، { إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِٱلأَحْقَافِ } ، قال ابن عباس: " الأحقاف " وادٍ بين عُمان ومَهْرَة. وقال مقاتل: كانت منازل عاد باليمن في حضرموت بموضع يقال له " مَهْرَة " ، وإليها تنسب الإبل المهرية، وكانوا أهل عمد سيارة في الربيع فإذا هاج العود رجعوا إلى منازلهم، وكانوا من قبيلة إِرَم. قال قتادة: ذكر لنا أن عاداً كانوا أحياء باليمن، وكانوا أهل رمل مشرفين على البحر بأرض يقال لها " الشِّحْر " و " الأحقاف " جمع حقف، وهي المستطيل المعوج من الرمال. قال ابن زيد هي ما استطال من الرمل كهيئة الجبل ولم يبلغ أن يكون جبلاً، قال الكسائي: هي ما استدار من الرمل،. { وَقَدْ خَلَتِ ٱلنُّذُرُ } ، مضت الرسل، { مِن بَيْنِ يَدَيْهِ } ، أي من قبل هود، { وَمِنْ خَلْفِهِ } ، إلى قومهم، { أَلاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ ٱللهَ إِنِّىۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }. { قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا } ، لتصرفنا، { عَنْ ءَالِهَتِنَا } ، أي عن عبادتها، { فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ } ، من العذاب، { إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ } ، أن العذاب نازل بنا.