الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَأَن لاَّ تَعْلُواْ عَلَى ٱللَّهِ إِنِّيۤ آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } * { وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ } * { وَإِن لَّمْ تُؤْمِنُواْ لِي فَٱعْتَزِلُونِ } * { فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَـٰؤُلاَءِ قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ } * { فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ } * { وَٱتْرُكِ ٱلْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ } * { كَمْ تَرَكُواْ مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } * { وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ } * { وَنَعْمَةٍ كَانُواْ فِيهَا فَاكِهِينَ }

{ وَأَن لاَّ تَعْلُواْ عَلَى ٱللهِ } ، أي لا تتجبروا عليه بترك طاعته، { إِنِّىۤ ءَاتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } ، ببرهان بيّن على صدق قولي، فلما قال ذلك توعدوه بالقتل. فقال: { وَإِنِّى عُذْتُ بِرَبِّى وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ } ، أي: تَقْتُلوني، وقال ابن عباس: تشتموني وتقولوا هو ساحر. وقال قتادة: ترجموني بالحجارة. { وَإِن لَّمْ تُؤْمِنُواْ لِى فَٱعْتَزِلُونِ } ، فاتركوني لا معي ولا عليَّ. وقال ابن عباس: فاعتزلوا أذايَ باليد واللسان، فلم يؤمنوا. { فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَـٰؤُلآءِ قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ } ، مشركون فأجابه الله وأمره أن يسري فقال: { فَأَسْرِ بِعِبَادِى لَيْلاً } ، أي ببني إسرائيل، { إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ } ، يتبعكم فرعون وقومه. { وَٱتْرُكِ ٱلْبَحْرَ } ، إذا قطعته أنت وأصحابك، { رَهْواً } ، ساكناً على حالته وهيئته، بعد أن ضربته ودخلته، معناه: لا تأمره أن يرجع، اتركه حتى يدخله آل فرعون، وأصل " الرهو ": السكون. وقال مقاتل: معناه اترك البحر رهواً راهيا أي: ساكناً، فسمي بالمصدر، أي ذَا رَهْوٍ، وقال كعب: اتركه طريقاً. قال قتادة: طريقاً يابساً. قال قتادة: لما قطع موسى البحر عطف ليضرب البحر بعصاه ليلتئم وخاف أن يتبعه فرعون وجنوده، فقيل له: اترك البحر رهواً كما هو، { إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ } ، أخبر موسى أنه يغرقهم ليطمئن قلبه في تركه البحر كما جاوزه، ثم ذكر ما تركوا بمصر. فقال: { كَمْ تَرَكُواْ } ، يعني بعد الغرق، { مِن جَنَّـٰتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ } ، مجلس شريف، قال قتادة: الكريم الحسن. { وَنَعْمَةٍ } ، ومتعة وعيش لين، { كَانُواْ فِيهَا فَـٰكِهِينَ } ، ناعمين وفكهين أشرين بطرين.