الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ حـمۤ } * { عۤسۤقۤ } * { كَذَلِكَ يُوحِيۤ إِلَيْكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكَ ٱللَّهُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ }

{ حـۤمۤ عۤسۤقۤ } ، سُئل الحسين بن الفضل: لِمَ يُقطّع حـۤمۤ عۤسۤقۤ ولم يُقطع كۤهيعۤصۤ؟ فقال: لأنها سورة أوائلها حـۤمۤ، فجرت مجرى نظائرها، فكان { حـۤمۤ } مبتدأ و { عۤسۤقۤ } خبره، ولأنهما عُدَّا آيتين، وأخواتها مثل: { كۤهيعۤصۤ } و { الۤمۤصۤ } و { الۤمۤر } عُدَّتْ آية واحدة. وقيل: لأن أهل التأويل لم يختلفوا في { كۤهيعۤصۤ } وأخواتها أنها حروف التهجي لا غير. واختلفوا في { حـۤمۤ } فاخرجها بعضهم من حيز الحروف وجعلها فعلاً، وقال: معناها حُمَّ أي: قُضِى ما هو كائن. وروى عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: حۤ حلمه، مۤ مجده، عۤ علمه، سۤ سناؤه، قۤ قدرته، أقسم الله بها. وقال شهر بن حوشب وعطاء بن أبي رباح: حۤ حرب يعز فيها الذليل ويذل فيها العزيز من قريش، مۤ ملك يتحول من قوم إلى قوم، عۤ عدو لقريش يقصدهم، سۤ سيء، يكون فيهم، قۤ قدرة الله النافذة في خلقه. وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ليس من نبي صاحب كتاب إلا وقد أُوحيت إليه { حـۤمۤ عۤسۤقۤ }. فلذلك قال: { كَذَلِكَ يُوحِى إِلَيْكَ } ، قرأ ابن كثير " يُوحَى " بفتح الحاء وحجته قوله:وَلَقَدْ أُوْحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكَ } [الزمر:65]، فعلى هذه القراءة قوله، { ٱللهُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } ، [تبين للفاعل كأنه قيل: من يوحي؟ فقيل: الله العزيز الحكيم]. وقرأ الآخرون " يوحي " بكسر الحاء، إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم. قال عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما: يريد أخبار الغيب.