الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } * { وَلَقَدْ جَآءَكُـمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِٱلْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَآءَكُـمْ بِهِ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ ٱللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً كَذَلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ } * { ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ ٱللَّهِ وَعِندَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ يَطْبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُـلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ }

{ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ } ، منصرفين عن موقف الحساب إلى النار. وقال مجاهد: فارين غير معجزين، { مَا لَكُمْ مِّنَ ٱللهِ مِنْ عَاصِمٍ } ، يعصمكم من عذابه، { وَمَن يُضْلِلِ ٱللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هادٍ * وَلَقَدْ جَآءَكُـمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ } ، يعني يوسف بن يعقوب " من قبل " ، أي: من قبل موسى، { بِٱلْبَيِّنَاتِ } ، يعني قولهءَأَرْبَابٌ مُّتَّفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ ٱللهُ ٱلْوَاحِدُ ٱلْقَهَّارُ } [يوسف: 39]، { فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَآءَكُـمْ بِهِ } ، قال ابن عباس: من عبادة الله وحده لا شريك له، { حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ } ، مات، { قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ ٱللهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولاً } ، أي: أقمتم على كفركم وظننتم أن الله لا يجدد عليكم الحجة، { كَذَلِكَ يُضِلُّ ٱللهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ } ، مشرك، { مُّرْتَابٌ } ، شاك. { ٱلَّذِينَ يُجَـٰدِلُونَ فِىۤ ءَايَـٰتِ ٱللهِ } ، قال الزجاج: هذا تفسير للمسرف المرتاب يعني الذين يجادلون في آيات الله أي: في إبطالها بالتكذيب، { بِغَيْرِ سُلطٰن } ، حجة، { أَتَـٰهُمْ } ، من الله، { كَبُرَ مَقْتاً } ، أي: كبر ذلك الجدال مقتاً، { عِندَ ٱللهِ وَعِندَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كَذَلِكَ يَطْبَعُ ٱللهُ عَلَىٰ كُـلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ } ، قرأ أبو عمرو وابن عامر " قلبٍ " بالتنوين، وقرأ الآخرون بالإضافة، دليله قراءة عبدالله بن مسعود " على قلب كل متكبر جبار ".