الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُواْ قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوۤاْ إِلَى ٱلْفِتْنِةِ أُرْكِسُواْ فِيِهَا فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوۤاْ إِلَيْكُمُ ٱلسَّلَمَ وَيَكُفُّوۤاْ أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُوْلَـٰئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً }

قوله تعالى: { سَتَجِدُونَ آخَرِينَ } قال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما: هم أسد وغَطفَان كانوا حاضري المدينة تكلموا بالإِسلام رياءً وهم غير مسلمين، وكان الرجل منهم يقول له قومه: بماذا أسلمت؟ فيقول آمنت بهذا القرد وبهذا العقرب والخنفساء، وإذا لقوا أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلم قالوا: إنّا على دينكم، يريدون بذلك الأمنَ في الفريقين. وقال الضحاك عن ابن عباس: هم بنو عبد الدار كانوا بهذه الصفة، { يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ } ، فلا تتعرضوا لهم، { وَيَأْمَنُواْ قَوْمَهُمْ } ، فلا يتعرضوا لهم، { كُلَّ مَا رُدُّوۤاْ إِلَى ٱلْفِتْنِةِ } أي: دُعُوا إلى الشرك، { أُرْكِسُواْ فِيِهَا } أي: رجعوا وعادوا إلى الشرك، { فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ } أي: فإن لم يكفُّوا عن قتالكم حتى تسيروا إلى مكة، { وَيُلْقُوۤاْ إِلَيْكُمُ ٱلسَّلَمَ } أي: المفاداة والصلح، { وَيَكُفُّوۤاْ أَيْدِيَهُمْ } ، ولم يقبضوا أيديهم عن قتالكم، { فَخُذُوهُمْ } ، أسراء، { وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ } أي: وجدتموهم، { وَأُوْلَـٰئِكُمْ } أي: أهل هذه الصفة، { جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَـٰناً مُّبِيناً } أي [حُجّةً بيّنةً ظاهرة بالقتل والقتال].