الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ رَأَيْتَ ٱلْمُنَٰفِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً } * { فَكَيْفَ إِذَآ أَصَٰبَتْهُمْ مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَآءُوكَ يَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنْ أَرَدْنَآ إِلاَّ إِحْسَٰناً وَتَوْفِيقاً }

{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَإِلَى ٱلرَّسُولِ رَأَيْتَ ٱلْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً } أي: يُعرضون عنكَ إعراضاً. { فَكَيْفَ إِذَآ أَصَابَتْهُمْ مُّصِيبَةٌ } ، هذا وعيد، أي: فكيف يصنعون إذا أصابتهم مصيبة، { بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ } ، يعني: عقوبةَ صدودِهم، وقيل: هي كل مُصيبة تُصيب جميع المنافقين في الدنيا والآخرة، تمّ الكلام هاهنا، ثم عاد الكلام إلى ما سبق، يُخبر عن فعلهم فقال: { ثُمَّ جَآءُوكَ } ، يعني: يتحاكمون إلى الطاغوت، { ثُمَّ جَآءُوكَ } ،[يحيونك ويحلفون]. وقيل: أراد بالمصيبة قتل عمر رضي الله عنه المنافق، ثم جاؤوا يطلبون دِيَتَه، { يَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنْ أَرَدْنَآ } ، ما أردنا بالعُدول عنه في المحاكمة أو بالترافع إلى عمر، { إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً } ، قال الكلبي: إلاَّ إحساناً في القول، وتوفيقاً: صواباً، وقال ابن كيسان: حقاً وعدلاً، نظيره: «لَيَحْلِفُنَّ إنْ أرَدْنَا إلاّ الحُسنَى»، وقيل: هو إحسان بعضهم إلى بعض، وقيل: هو تقريب الأمر من الحق، لا القضاء على أمر الحكم، والتوفيق: هو موافقة الحق، وقيل: هو التأليف والجمع بين الخصمين.