الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }

قوله تعالى: { يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ } ، أي: أن يبين لكم، كقوله تعالى:وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ } [الشورى: 15] أي: أن أعدل، وقوله:وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } [الأنعام: 71]، وقال في موضع آخروَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ } [غافر: 66]. ومعنى الآية: يريد الله أن يبين لكم، أي: يوضح لكم شرائع دينكم ومصالح أموركم، قال عطاء: يبين لكم ما يقرِّبكم منه، قال الكلبي: يبين لكم أن الصبر عن نكاح الإِماء خير لكم، { وَيَهْدِيَكُمْ } ، يرشدكم، { سُنَنَ } ، شرائع، { ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ } ، في تحريم الأمهات والبنات والأخوات، فإنها كانت محرمة على من قبلكم. وقيل: ويهديكم الملة الحنيفية وهي ملة إبراهيم عليه السلام، { وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ } ، ويتجاوز عنكم ما أصبتم قبل أن يبين لكم، وقيل: يرجع بكم من المعصية التي كنتم عليها إلى طاعته، وقيل: يوفقكم للتوبة { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ } بمصالح عباده في أمر دينهم ودنياهم، { حَكِيمٌ } ، فيما دبّر من أمورهم.