الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلَن تَسْتَطِيعُوۤاْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ ٱلنِّسَآءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُواْ كُلَّ ٱلْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَٱلْمُعَلَّقَةِ وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً }

قوله تعالى: { وَلَن تَسْتَطِيعُوۤاْ أَن تَعْدِلُواْ بَيْنَ ٱلنِّسَآءِ } ، أي: لن تقدروا أن تُسووا بين النساء في الحب وميل القلب، { وَلَوْ حَرَصْتُمْ } على العدل، { فَلاَ تَمِيلُواْ } ، أي: إلى التي تُحبونها، { كُلَّ ٱلْمَيْلِ } في القِسْم والنّفقة، أي: لا تُتبعُوا أهواءَكم أفعالَكم، { فَتَذَرُوهَا كَٱلْمُعَلَّقَةِ } ، أي فَتَدعوا الأخرى كالمنوطة لا أيّماً ولا ذاتَ بعل. وقال قتادة: كالمحبوسة، وفي قراءة أُبي بن كعب: كأنها مسجونة. ورُوي عن أبي قلابة أنّ النبي صلّى الله عليه وسلم كان يقْسِمُ بين نسائه، فيعدل ويقول: " اللّهمّ هذا قَسْمِي فيما أملك فلا تَلُمْنِي فيما تَمْلِكُ ولا أملك " ، ورواه بعضهم عن أبي قلابة عن عبد الله بن يزيد عن عائشة رضي الله عنها مُتّصلاً. ورُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: " مَنْ كانتْ له امرأتان فمالَ إلى إحداهما جاءَ يوم القيامةِ وشقُّه مائل ". { وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ } ، الجورَ، { فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً }.