الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ ٱلْيَتَٰمَىٰ ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً }

قوله تعالى: { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ ٱلْيَتَامَىٰ ظُلْماً } ، قال مقاتل بن حيان: نزلت في رجل من غطفان، يقال له مَرْثَد بن زيد وَلِيَ مالَ ابن أخيه وهو يتيم صغير فأكله، فأنزل الله تعالى فيه { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ ٱلْيَتَامَىٰ ظُلْماً }: حراماً بغير حق، { إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِى بُطُونِهِمْ نَاراً } ، أخبر عن مآله، أي عاقبته تكون كذلك، { وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً } ، قراءة العامة بفتح الياء، أي: يدخلونها، يقال: صَلي النار يصلاها صلاً، قال الله تعالى:إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ ٱلْجَحِيمِ } [الصافات: 163]، وقرأ ابن عامر وأبو بكر بضم الياء، أي: يدخلون النار ويحرقون، نظيره قوله تعالى:فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً } [النساء: 30]سَأُصْلِيهِ سَقَرَ } [المدثر: 26] وفي الحديث قال النبي صلّى الله عليه وسلم: " رأيتُ ليلة أُسري بي قوماً لهم مشافر كمشافر الإِبل، إحداهما قالصة على منخرية والأخرى على بطنه، وخزنة النار يلقمونهم جمر جهنم وصخرها، فقلت: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: الذين يأكلون أموالَ اليتامَى ظلماً "