الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَـالُواْ ٱلْحَـمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا ٱلأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَآءُ فَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ } * { وَتَرَى ٱلْمَلاَئِكَةَ حَآفِّينَ مِنْ حَوْلِ ٱلْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِٱلْحَقِّ وَقِيلَ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }

{ وَقَـالُواْ ٱلْحَـمْدُ للهِ ٱلَّذِى صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا ٱلأَرْضَ } ، أي: أرض الجنة. وهو قوله عزّ وجلّ:وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى ٱلزَّبُورِ مِن بَعْدِ ٱلذِّكْرِ أَنَّ ٱلأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِىَ ٱلصَّـٰلِحُونَ } [الأنبياء: 105]. { نَتَبَوَّأُ } ، ننزل، { مِنَ ٱلْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَآءُ } ، قال الله تعالى: { فَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَـٰمِلِينَ } ، ثواب المطيعين. { وَتَرَى ٱلْمَلَـٰئِكَةَ حَآفِّينَ مِنْ حَوْلِ ٱلْعَرْشِ } ، أي: محدقين محيطين بالعرش، مطيفين بحوافيه أي: بجوانبه، { يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ } ، قيل: هذا تسبيح تلذذ لا تسبيح تعبد، لأن التكليف يزول في ذلك اليوم، { وَقُضِىَ بَيْنَهُم بِٱلْحَقِّ } ، أي: قضي بين أهل الجنة والنار بالعدل، { وَقِيلَ ٱلْحَمْدُ للهِ رَبِّ ٱلْعَـٰلمِِينَ } ، يقول أهل الجنة: شكراً لله، حين تم وعدُ الله لهم. أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن سمعان حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرياني حدثنا حميد بن زنجويه حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: إن مثل القرآن كمثل رجل انطلق يرتاد لأهله منزلاً فمرّ بأثر غيث فبينما هو يسير فيه ويتعجب منه إذ هبط على روضات دمثات فقال: عجبت من الغيث الأول فهذا أعجب منه وأعجب فقيل له: إن مثل الغيث الأول مثل عُظْم القرآن وإن مثل هؤلاء الروضات الدمثات مثل الـ حـمۤ في القرآن. أخبرنا أبو سعيد الشريحي أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي أخبرنا أبو محمد الرومي حدثنا أبو العباس السراج، حدثنا قتيبة حدثنا ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أن الجراح بن أبي الجراح حدثه عن ابن عباس قال: لكل شيء لباب ولباب القرآن الحواميم. وقال ابن مسعود: إذا وقعت في آل حۤـمۤ وقعت في روضات دمثات أتأنّق فيهن. وقال سعد بن إبراهيم: كن - آل حۤـمۤ - يسمين العرائس.