{ تَنزِيلُ ٱلْكِتَابِ مِنَ ٱللهِ } ، أي: هذا تنزيل الكتاب من الله. وقيل: تنزيل الكتاب مبتدأ وخبره: { مِنَ ٱللهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ } ، أي: تنزيل الكتاب من الله لا من غيره. { إِنَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبَ بِٱلْحَقِّ } ، قال مقاتل: لم ينزله باطلاً لغير شيء، { فَٱعْبُدِ ٱللهَ مُخْلِصاً لَّهُ ٱلدِّينَ } ، الطاعة. { أَلاَ للهِ ٱلدِّينُ ٱلْخَالِصُ } ، قال قتادة: شهادة أن لا إله إلا الله. وقيل: لا يستحق الدين الخالص إلا الله. وقيل: الدين الخالص من الشرك هو لله. { وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ } ، أي: من دون الله، { أَوْلِيَآءَ } ، يعني: الأصنام، { مَا نَعْبُدُهُمْ } ، أي قالوا: ما نعبدهم، { إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللهِ زُلْفَىۤ } ، وكذلك قرأ ابن مسعود، وابن عباس. قال قتادة: وذلك أنهم إذا قيل لهم: مَنْ ربكم، ومَنْ خلَقكم، ومَنْ خلق السموات والأرض؟ قالوا: الله، فيقال لهم: فما معنى عبادتكم الأوثان؟ قالوا: ليقربونا إلى الله زلفى، أي: قربى، وهو اسمٌ أقيم في مقام المصدر، كأنه قال: إلا ليقربونا إلى الله تقريباً ويشفعوا لنا عند الله، { إِنَّ ٱللهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ } ، يوم القيامة، { فِى مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } ، من أمر الدين، { إِنَّ ٱللهَ لاَ يَهْدِى مَنْ هُوَ كَـٰذِبٌ كَـفَّارٌ } ، لا يرشد لدينه من كذب فقال: إن الآلهة تشفع. وكفى باتخاذ الآلهة دونه كذباً وكفراً.