الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ إِنِّيۤ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ ٱلدِّينَ } * { وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ ٱلْمُسْلِمِينَ } * { قُلْ إِنِّيۤ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } * { قُلِ ٱللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَّهُ دِينِي } * { فَٱعْبُدُواْ مَا شِئْتُمْ مِّن دُونِهِ قُلْ إِنَّ ٱلْخَاسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ أَلاَ ذَلِكَ هُوَ ٱلْخُسْرَانُ ٱلْمُبِينُ } * { لَهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ ٱلنَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ ٱللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يٰعِبَادِ فَٱتَّقُونِ } * { وَٱلَّذِينَ ٱجْتَنَبُواْ ٱلطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ فَبَشِّرْ عِبَادِ } * { ٱلَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ ٱلْقَوْلَ فَيَـتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَاهُمُ ٱللَّهُ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمْ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ } * { أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي ٱلنَّارِ } * { لَـٰكِنِ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ وَعْدَ ٱللَّهِ لاَ يُخْلِفُ ٱللَّهُ ٱلْمِيعَادَ }

{ قُلْ إِنِّىۤ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱللهَ مُخْلِصاً لَّهُ ٱلدِّينَ } ، مخلصاً له التوحيد لا أشرك به شيئاً. { وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ ٱلْمُسْلِمِينَ } ، من هذه الأمة. { قُلْ إِنِّىۤ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّى } ، وعبدت غيره، { عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } ، وهذا حين دعي إلى دين آبائه. { قُلِ ٱللهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَّهُ دِينِى * فَٱعْبُدُواْ مَا شِئْتُمْ مِّن دُونِهِ } ، أمر توبيخ وتهديد، كقوله:ٱعْمَلُواْ مَا شِئْتُمْ } [فصلت: 40]، { قُلْ إِنَّ ٱلْخَـٰسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنفُسَهُم وَأَهْلِيهِمْ } ، أزواجهم وخدمهم، { يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ } قال ابن عباس: وذلك أن الله جعل لكل إنسان منزلاً في الجنة وأهلاً، فمن عمل بطاعة الله كان ذلك المنزل والأهل له، ومن عمل بمعصية الله دخل النار، وكان ذلك المنزل والأهل لغيره ممن عمل بطاعة الله. وقيل: خُسران النفس بدخول النار، وخُسران الأهل بأن يفرق بينه وبين أهله، { أَلاَ ذَلِكَ هُوَ ٱلْخُسْرَانُ ٱلْمُبِينُ }. { لَهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ ٱلنَّارِ } ، أطباق سرادقات من النار ودخانها، { وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ } ، فراش ومهاد من نار إلى أن ينتهي إلى القعر، وسُمي الأسفل ظُلَلاً لأنها ظلل لمن تحتهم نظيرها قوله عزّ وجلّ:لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ } [الأعراف: 41]. { ذَٰلِكَ يُخَوِّفُ ٱللهُ بِهِ عِبَادَهُ يٰعِبَادِ فَٱتَّقُونِ }. { وَٱلَّذِينَ ٱجْتَنَبُواْ ٱلطَّـٰغُوتَ } ، الأوثان، { أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوۤاْ إِلَى ٱللهِ } ، رجعوا إلى عبادة الله، { لَهُمُ ٱلْبُشْرَىٰ } ، في الدنيا والجنة في العقبى، { فَبَشِّرْ عِبَادِ * ٱلَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ ٱلْقَوْلَ } ، القرآن، { فَيَـتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ } قال السدي: أحسن ما يؤمرون به فيعملون به. وقيل: هو أن الله تعالى ذكر في القرآن الانتصار من الظالم وذكر العفو، والعفو أحسنُ الأمرين. وقيل: ذكر العزائم والرخص فيتبعون الأحسن وهو العزائم. وقيل: يستمعون القرآن وغير القرآن فيتبعون القرآن. وقال عطاء عن ابن عباس: آمن أبو بكر بالنبي صلى الله عليه وسلم فجاءه عثمان، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد، فسألوه فأخبرهم بإيمانه فآمنوا، فنزلت فيهم: { فَبَشِّرْ عِبَادِ * ٱلَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ ٱلْقَوْلَ فَيَـتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ } ، وكله حسن. { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَاهُمُ ٱللهُ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمْ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَـٰبِ }. وقال ابن زيد: نزلت { وَٱلَّذِينَ ٱجْتَنَبُواْ ٱلطَّـٰغُوتَ } الآيتان، في ثلاثة نفر كانوا في الجاهلية يقولون: لا إله إلا الله، زيد بن عمرو بن نفيل، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي. والأحسن: قولُ لا إله إلا الله. { أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ } ، قال ابن عباس رضي الله عنهما: من سبق في علم الله أنه من أهل النار. وقيل: كلمة العذاب قوله: { لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ } وقيل: قوله: " هؤلاء في النار ولا أبالي ". { أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِى ٱلنَّارِ } ، أي: لا تقدر عليه.

السابقالتالي
2