الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ٱلْعَزِيزُ ٱلْغَفَّارُ } * { قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ } * { أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ } * { مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِٱلْمَلإِ ٱلأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ } * { إِن يُوحَىٰ إِلَيَّ إِلاَّ أَنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }

{ رَبُّ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ٱلْعَزِيزُ ٱلْغَفَّارُ }. { قُلْ } ، يا محمد، { هُوَ } ، يعني: القرآن، { نَبَأٌ عَظِيمٌ } ، قاله ابن عباس ومجاهد، وقتادة، وقيل: يعني: القيامة كقوله:عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ عَنِ ٱلنَّبَإِ ٱلْعَظِيمِ } [النبأ:1-2]. { أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ *مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِٱلْمَـَلإِ ٱلأَعْلَىٰ } ، يعني: الملائكة، { إذْ يَخْتَصِمُونَ } يعني: في شأن آدم عليه السلام، حين قال الله تعالى:إِنِّي جَاعِلٌ فِى ٱلأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوۤاْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا } [البقرة: 30]. { إِن يُوحَىٰ إِلَىَّ إِلآَّ أَنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } ، قال الفراء: إن شئت جعلت " أنّما " في موضع رفع، أي: ما يوحى إليَّ إلاَّ الإِنذار، وإن شئت جعلت المعنى: ما يُوحى إليَّ إلاَّ أني نذير مبين. وقرأ أبو جعفر: " إنّما " بكسر الألف، لأن الوحيَ قولٌ. أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أخبرنا أبو منصور السمعاني، حدثنا أبو جعفر الرياني، حدثنا حميد بن زنجويه، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا صدقة بن خالد، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال مر خالد بن اللجلاج، فدعاه مكحول فقال: يا إبراهيم حدثنا حديث عبد الرحمن بن عائش، قال: سمعت عبد الرحمن بن عائش الحضرمي يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " رأيتُ ربي عزَّ وجلَّ في أحسن صورة، فقال: فِيمَ يختصم الملأ الأعلى يا محمد؟ قلت: أنت أعلم أيْ ربِّ، مرتين، قال: فوضع كفه بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي، فعلمت ما في السماء والأرض " ، قال: ثم تلا هذه الآية:وَكَذَلِكَ نُرِىۤ إِبْرَٰهِيمَ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ ٱلْمُوقِنِينَ } [الأنعام: 75]، ثم قال: " فِيمَ يختصم الملأ الأعلى يا محمد؟ قلت: في الكفارات، قال: وما هن؟ قلت: المشي على الأقدام إلى الجماعات، والجلوس في المساجد خلف الصلوات، وإبلاغ الوضوء أماكنه في المكاره، قال: ومَنْ يفعلْ ذلك يعشْ بخير ويمتْ بخير، ويكنْ من خطيئته كيومِ ولدته أمه، ومن الدرجات إطعام الطعام، وبذل السلام، وأن يقوم بالليل والناس نيام، قال: قل اللهمّ إني أسألك الطيباتِ، وترك المنكرات، وحبَّ المساكين، وأن تغفر لي، وترحمني، وتتوب عليَّ، وإذا أردت فتنةً في قوم فتوفني غير مفتون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعلّموهن، فوالذي نفس بيده إنهن لحق ".