الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱنطَلَقَ ٱلْمَلأُ مِنْهُمْ أَنِ ٱمْشُواْ وَاْصْبِرُواْ عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ } * { مَا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا فِى ٱلْمِلَّةِ ٱلآخِرَةِ إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ ٱخْتِلاَقٌ } * { أَءُنزِلَ عَلَيْهِ ٱلذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فَي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي بَل لَّمَّا يَذُوقُواْ عَذَابِ } * { أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ ٱلْعَزِيزِ ٱلْوَهَّابِ }

{ وَٱنطَلَقَ ٱلْمَلأُ مِنْهُمْ أَنِ ٱمْشُواْ وَاْصْبِرُواْ عَلَىٰ ءَالِهَتِكُمْ } ، أي: انطلقوا من مجلسهم الذي كانوا فيه عند أبي طالب، يقول بعضهم لبعض: امشوا واصبروا على آلهتكم، أي: اثبتوا على عبادة آلهتكم، { إِنَّ هَـٰذَا لَشَىْءٌ يُرَادُ } ، أي لأمر يراد بنا، وذلك أن عمر لما أسلم وحصل للمسلمين قوة بمكانه قالوا: إن هذا الذي نراه من زيادة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لشيء يراد بنا. وقيل: يراد بأهل الأرض، وقيل: يراد بمحمد أن يملك علينا. { مَا سَمِعْنَا بِهَـٰذَا } ، أي بهذا الذي يقوله محمد من التوحيد، { فِى ٱلْمِلَّةِ ٱلأَخِرَةِ } ، قال ابن عباس رضي الله عنهما، والكلبي، ومقاتل: يعنون النصرانية، لأنها آخر الملل وهم لا يوحِّدون، بل يقولون ثالث ثلاثة. وقال مجاهد وقتادة: يعنون ملة قريش ودينهم الذي هم عليه. { إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ ٱخْتِلاَقٌ } ، كذب وافتعال. { أَءُنزِلَ عَلَيْهِ ٱلذِّكْرُ } ، القرآن، { مِن بَيْنِنَا } ، وليس بأكبرنا ولا أشرفنا، يقوله أهل مكة، قال الله عزّ وجلّ: { بْل هُمْ فَى شَكٍّ مِّن ذِكْرِى } ، أي وحيي وما أنزلتُ، { بَل لَّمَّا يَذُوقُواْ عَذَابِ } ، ولو ذاقوه لما قالوا هذا القول. { أَمْ عِندَهُمْ } أعندهم، { خَزَآئِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ } ،أي: نعمة ربك يعني: مفاتيح النبوة يعطونها من شاؤوا، نظيره:أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ } [الزخرف:32] أي نبوة ربك، { ٱلْعَزِيزِ ٱلْوَهَّابِ } ، العزيز في ملكه، الوهاب وهب النبوة لمحمد صلى الله عليه وسلم.