الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَآخَرُ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ } * { هَـٰذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لاَ مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُواْ ٱلنَّارِ } * { قَالُواْ بَلْ أَنتُمْ لاَ مَرْحَباً بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ ٱلْقَرَارُ }

{ وَءَاخَرُ } قرأ أهل البصرة: " وأُخر " بضم الألف على جمع أخرى، مثل: الكبرى والكبر، واختاره أبو عبيدة لأنه نعته بالجمع، فقال: أزواج، وقرأ الآخرون بفتح الهمزة مشبعة على الواحد. { مِن شَكْلِهِ } ، مثله أي: مثل الحميم والغساق، { أَزْوَٰجٌ } ، أي: أصناف أخر من العذاب. { هَـٰذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ } ، قال ابن عباس: " هذا " هو أن القادة إذا دخلوا النار ثم دخل بعدهم الأتباع قالت الخزنة للقادة. هذا يعني: الأتباع، فوج: جماعة مقتحم معكم النار، أي: داخلوها كما أنتم دخلتموها، والفوج: القطيع من الناس وجمعه أفواج، والاقتحام الدخول في الشيء رمياً بنفسه فيه، قال الكلبي: إنهم يضربون بالمقامع حتى يوقعوا أنفسهم في النار، خوفاً من تلك المقامع، فقالت القادة: { لاَ مَرْحَباً بِهِمْ } ، يعني: بالأتباع، { إِنَّهُمْ صَالُواْ ٱلنَّارِ } ، أي: داخلوها كما صلِينا. { قَالُواْ } ، فقال الأتباع للقادة، { بَلْ أَنتُمْ لاَ مَرْحَباً بِكُمْ } ، والمرحب، والرحب: السعة، تقول العرب: مرحباً وأهلاً وسهلاً، أي: أتيت رحباً وسعة، وتقول: لا مرحباً بك، أي: لا رحبت عليك الأرض. { أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا } ، يقول الأتباع للقادة: أنتم بدأتم بالكفر قبلنا، وشرعتم وسننتموه لنا. وقيل: أنتم قدمتم هذا العذاب لنا، بدعائكم إيّانا إلى الكفر، { فَبِئْسَ ٱلْقَرَارُ } ، أي: فبئس دار القرار جهنم.