الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ ٱلأَبْوَابُ } * { مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ } * { وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ ٱلطَّرْفِ أَتْرَابٌ } * { هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ ٱلْحِسَابِ } * { إِنَّ هَـٰذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ } * { هَـٰذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ } * { جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ } * { هَـٰذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ }

{ جَنَّـٰتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ ٱلأَبْوَابُ } ، أي أبوابها [مفتحة لهم]. { مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَـٰكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ * وَعِندَهُمْ قَـٰصِرَٰتُ ٱلطَّرْفِ أَتْرَابٌ } ، مستويات الأسنان، بنات ثلاث وثلاثين سنة، واحدها تِرْب. وعن مجاهد قال: متواخيات لا يتباغضن ولا يتغايرن. { هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ } ، قرأ ابن كثير: " يوعدون " بالياء هاهنا وفي " ق " أي: ما يوعد المتقون، وافق أبو عمرو هاهنا، وقرأ الباقون بالتاء فيهما، أي قل للمؤمنين: هذا ما توعدون، { لِيَوْمِ ٱلْحِسَابِ } ، أي في يوم الحساب. { إِنَّ هَـٰذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ } ، فناء وانقطاع. { هَـٰذَا } أي الأمر هذا { وَإِنَّ لِلطَّـٰغِينَ } ، للكافرين، { لَشَرَّ مَـآبٍ } ، مرجع. { جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا } ، يدخلونها، { فَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ }. { هَـٰذَا } ، أي هذا العذاب، { فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وغَسَّاقٌ } ، قال الفراء: أي هذا حميم وغساق فليذوقوه، والحميم: الماء الحار الذي انتهى حره. " وغساق ": قرأ حمزة، والكسائي وحفص: " وغسَّاق " حيث كان بالتشديد، وخففها الآخرون، فمن شدد جعله اسماً على فعَّال، نحو: الخباز والطباخ، ومن خفف جعله اسماً على فَعَال نحو العذاب. واختلفوا في معنى الغساق، قال ابن عباس: هو الزمهرير يحرقهم ببرده، كما تحرقهم النار بحرّها. وقال مقاتل ومجاهد: هو الذي انتهى برده. وقيل: هو المنتن بلغة الترك. وقال قتادة: هو ما يغسق أي: ما يسيل من القيح والصديد من جلود أهل النار، ولحومهم، وفروج الزناة، من قوله: غَسِقَتْ عينه إذا انصبَّت، والغسقان الانصباب.