الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱذْكُرْ عِبَادَنَآ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي ٱلأَيْدِي وَٱلأَبْصَارِ } * { إِنَّآ أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى ٱلدَّارِ } * { وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ ٱلْمُصْطَفَيْنَ ٱلأَخْيَارِ } * { وَٱذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَٱلْيَسَعَ وَذَا ٱلْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنَ ٱلأَخْيَارِ } * { هَـٰذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ }

{ وَٱذْكُرْ عِبَادَنَآ } ، قرأ ابن كثير " عبدنا " على التوحيد، وقرأ الآخرون " عبادنا " بالجمع، { إِبْرَٰهِيمَ وَإِسْحَـٰقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِى ٱلأَيْدِى } ، قال ابن عباس: أولي القوة في طاعة الله تعالى، { وَٱلأَبْصَـٰرِ } في المعرفة بالله، أي: البصائر في الدين، قال قتادة ومجاهد: أُعْطو قوة في العبادة وبصراً في الدين. { إِنَّآ أَخْلَصْنَٰهُمْ } ، اصطفيناهم، { بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى ٱلدَّارِ } ، قرأ أهل المدينة: " بخالصةِ " مضافاً، وقرأ الآخرون بالتنوين، فمن أضاف فمعناه: أخلصناهم بذكر الدار الآخرة، وأن يعملوا لها، والذكرى: بمعنى الذكر. قال مالك بن دينار: نزعنا من قلوبهم حبّ الدنيا وذكرها، وأَخْلَصْناهم بحب الآخرة وذكرها. وقال قتادة: كانوا يدعون إلى الآخرة وإلى الله عزّ وجلّ. وقال السدي: أخلصوا بخوف الآخرة. وقيل: معناه أخلصناهم بأفضل ما في الآخرة. قال ابن زيد: ومن قرأ بالتنوين: فمعناه بخلةٍ خالصة، وهي ذكرى الدار، فيكون " ذكرى " بدلاً عن الخالصة. وقيل: " أخلصناهم ": جعلناهم مخلصين، بما أخبرنا عنهم من ذكر الآخرة. { وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ ٱلْمُصْطَفَيْنَ ٱلأخْيَارِ * وَٱذْكُرْ إِسْمَـٰعِيلَ وَٱلْيَسَعَ وَذَا ٱلْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنَ ٱلأَخْيَارِ * هَـٰذَا ذِكْرٌَ } ، أي: هذا الذي يتلى عليكم ذكر، أي: شرف، وذكر جميل تُذكرون به { وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ }.