الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَىٰ وَحُسْنَ مَآبٍ } * { وَٱذْكُرْ عَبْدَنَآ أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ ٱلشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ } * { ٱرْكُضْ بِرِجْلِكَ هَـٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ } * { وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَىٰ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ } * { وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَٱضْرِب بِّهِ وَلاَ تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِّعْمَ ٱلْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ }

{ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَىٰ وَحُسْنَ مَـَآبٍ }. قوله عزّ وجلّ: { وَٱذْكُرْ عَبْدَنَآ أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّى مسَّنِىَ ٱلْشَّيْطَانُ بنُصْبٍ وَعَذَابٍ } ، بمشقة وضر. قرأ أبو جعفر: " بنُصُب " بضم النون والصاد، وقرأ يعقوب بفتحهما، وقرأ الآخرون بضم النون وسكون الصاد، ومعنى الكل واحد. قال قتادة ومقاتل: بنصب في الجسد، وعذاب في المال. وقد ذكرنا قصة أيوب ومدة بلائه في سورة الأنبياء عليهم السلام. فلما انقضت مدة بلائه قيل له: { ٱرْكُضْ بِرِجْلِكَ } ، اضرب برجلك الأرض ففعل فنبعت عين ماء، { هَـٰذَا مُغْتَسَلٌ } ، فأمره الله أن يغتسل منها، ففعل فذهب كل داء كان بظاهره، ثم مشى أربعين خطوة، فركض الأرض برجله الأخرى، فنبعت عين أخرى، ماء عذب بارد، فشرب منه، فذهب كل داء كان بباطنه، فقوله: { هَـٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ } ، يعني: الذي اغتسل منه، { وَشَرَابٌ } أراد الذي شرب منه. { وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَىٰ لأُوْلِى ٱلأَلْبَـٰبِ * وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً } ، وهو ملء الكف من الشجر أو الحشيش، { فَٱضْرِب بِّهِ وَلاَ تَحْنَثْ } ، في يمينك، وكان قد حلف أن يضرب امرأته مائة سوط، فأمره الله أن يأخذ ضغثاً يشتمل على مائة عود صغار، ويضربها به ضربة واحدة، { إِنَّا وَجَدْنَـٰهُ صَابِراً نِّعْمَ ٱلْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ }.