{ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِى ٱلآخِرِينَ } ، أي: أبقينا له ثناء حسناً وذكراً جميلاً فيمن بعده من الأنبياء والأمم إلى يوم القيامة. { سَلَـٰمٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِى ٱلْعَـٰلَمِينَ } ، أي: سلام عليه منّا في العالمين. وقيل: أي تركنا عليه في الآخرين أن يصلى عليه إلى يوم القيامة. { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِى ٱلْمُحْسِنِينَ } ، قال مقاتل: جزاه الله بإحسانه الثناء الحسن في العالمين. { إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا ٱلآخَرِينَ } ، يعني الكفار. قوله تعالى: { وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ } ، أي من أهل دينه وسنته، { لإِبْرَٰهِيمَ * إِذْ جَآءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } ، مخلص من الشرك والشك. { إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ } استفهام توبيخ. { أَءِفْكاً ءَالِهَةً دُونَ ٱللهِ تُرِيدُونَ } ، يعني: أتأفكون إفكاً وهو أسوأ الكذب، وتعبدون آلهة سوى الله. { فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ } - إذا لقيتموه وقد عبدتم غيره - أنه يصنع بكم. { فَنَظَرَ نَظْرَةً فِى ٱلنُّجُومِ * فَقَالَ إِنِّى سَقِيمٌ } ، قال ابن عباس: كان قومه يتعاطون علم النجوم فعاملهم من حيث كانوا لئلا ينكروا عليه، وذلك أنه أراد أن يكايدهم في أصنامهم ليلزمهم الحجة في أنها غير معبودة، وكان لهم من الغد عيد ومجمع، وكانوا يدخلون على أصنامهم ويقربون لهم القرابين، ويصنعون بين أيديهم الطعام قبل خروجهم إلى عيدهم - زعموا - للتبرك عليه فإذا انصرفوا من عيدهم أكلوه، فقالوا لإِبراهيم: ألا تخرج غداً معنا إلى عيدنا؟ فنظر إلى النجوم فقال: إني سقيم، قال ابن عباس: مطعون، وكانوا يفرون من الطاعون فراراً عظيماً. قال الحسن: مريض. وقال مقاتل: وجع. وقال الضحاك: سأسقم.