الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ } * { أَوَ آبَآؤُنَا ٱلأَوَّلُونَ } * { قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ } * { فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ } * { وَقَالُواْ يٰوَيْلَنَا هَـٰذَا يَوْمُ ٱلدِّينِ } * { هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ ٱلَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ } * { ٱحْشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ } * { مِن دُونِ ٱللَّهِ فَٱهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْجَحِيمِ } * { وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ }

{ أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَـٰماً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ }. { أَوَ ءَابَآؤُنَا ٱلأَوَّلُونَ } ، أي: وآباؤنا الأولون. { قُلْ نَعَمْ } ، تبعثون، { وَأَنتُمْ دَٰخِرُونَ } ، صاغرون، والدخور أشد الصّغار. { فَإِنَّمَا هِىَ } أي قصة البعث أو القيامة، { زَجْرَةٌ } ، أي: صيحة، { وَٰحِدَةٌ } ، يعني نفخة البعث، { فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ } ، أحياءً. { وَقَالُواْ يٰوَيْلَنَا هَـٰذَا يَوْمُ ٱلدِّينِ } ، أي: يوم الحساب ويوم الجزاء. { هَـٰذَا يَوْمُ ٱلْفَصْلِ } ، يوم القضاء، وقيل: يوم الفصل بين المحسن والمسيء، { ٱلَّذِى كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ }. { ٱحْشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } أي أَشرَكوا، اجمعوهم إلى الموقف للحساب والجزاء، { وَأَزْوَٰجَهُمْ } ، أشباههم وأتباعهم وأمثالهم. قال قتادة والكلبي: كل من عمل مثل عملهم، فأهل الخمر مع أهل الخمر، وأهل الزنا مع أهل الزنا. وقال الضحاك ومقاتل: قرناءهم من الشياطين، كل كافر مع شيطانه في سلسلة. وقال الحسن: وأزواجهم المشركات. { وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللهِ } ، في الدنيا، يعني: الأوثان والطواغيث. وقال مقاتل: يعني إبليس وجنوده، واحتج بقوله:أَن لاَّ تَعْبُدُواْ ٱلشَّيطَانَ } [يس: 60]. { فَٱهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَٰطِ ٱلْجَحِيمِ } ، قال ابن عباس: دلوهم إلى طريق النار. وقال ابن كيسان: قدّموهم. والعرب تسمى السابق هادياً. { وَقِفُوهُمْ } ، احبسوهم، يقال: وقفته وقفاً فوقف وقوفاً. قال المفسرون: لما سيقوا إلى النار حُبِسُوا عند الصراط، لأن السؤال عند الصراط، فقيل: وقفوهم { إِنَّهُمْ مَّسْؤولُونَ } ، قال ابن عباس: عن جميع أقوالهم وأفعالهم. وروي عنه عن: لا إله إلا الله. وفي الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة حتى يُسأَل عن أربعة أشياء: عن شبابه فيما أبلاه، وعن عمره فيما أفناه، وعن ماله من أين اكتسبه وفِيمَ أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به ".