الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّىٰ حِينٍ } * { وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ } * { أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ } * { فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَآءَ صَبَاحُ ٱلْمُنْذَرِينَ } * { وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّىٰ حِينٍ } * { وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ } * { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ } * { وَسَلاَمٌ عَلَىٰ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { وَٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }

{ فتولَّ } ، أعرض، { عَنْهُمْ حَتَّىٰ حِينٍ } ، قال ابن عباس: يعني الموت. وقال مجاهد: يوم بدر. وقال السدي: حتى نأمُرك بالقتال. وقيل: إلى أن يأتيهم عذاب الله. قال مقاتل بن حيان: نسختها آية القتال. { وَأَبْصِرْهُمْ } ، إذا نزل بهم العذاب، { فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ } ، ذلك فقالوا: متى هذا العذاب؟ قال الله عزّ وجلّ: { أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ * فَإِذَا نَزَلَ } ، يعني: العذاب، { بِسَاحَتِهِمْ } ، قال مقاتل: بحضرتهم. وقيل: بفنائهم. وقال الفراء: العرب تكتفي بذكر الساحة عن القوم، { فَسَآءَ صَبَاحُ ٱلْمُنذَرِينَ } ، فبئس صباح الكافرين الذين أُنذروا بالعذاب. أخبرنا أبو الحسن السرخسي، أخبرنا زاهر بن أحمد، أخبرنا أبو إسحاق الهاشمي، أخبرنا أبو مصعب، أخبرنا مالك، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج إلى خيبر، أتاها ليلاً، وكان إذا جاء قوماً بليل لم يغز حتى يصبح، قال: فلما أصبح خرجت يهود خيبر بمساحيها ومكاتلها، فلما رأوا النبي صلى الله عليه وسلم، قالوا: محمد، والله، محمد والخميس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الله أكبر خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين ". ثم كرر ما ذكرنا تأكيداً لوعيد العذاب فقال: { وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّىٰ حِينٍ * وَأَبْصِرْ } ، العذاب إذا نزل بهم، { فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ }. ثم نزه نفسه فقال: { سُبْحَـٰنَ رَبِّكَ رَبِّ ٱلْعِزَّةِ } ، الغلبة والقوة، { عَمَّا يَصِفُونَ } ، من اتخاذ الصاحبة والأولاد. { وَسَلَـٰمٌ عَلَىٰ ٱلْمُرْسَلِينَ } ، الذين بلغوا عن الله التوحيد والشرائع. { وَٱلْحَمْدُ للهِ رَبِّ ٱلْعَالَمينَ } ، على هلاك الأعداء ونصرة الأنبياء عليهم السلام. أخبرنا أبو سعيد أحمد بن إبراهيم الشريحي، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي، أخبرني ابن فنجويه، أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان حدثنا إبراهيم بن سهلويه، حدثنا علي بن محمد الطنافسي، حدثنا وكيع، عن ثابت بن أبي صفية، عن أصبغ ابن نباتة عن علي قال: " من أحب أن يكتال بالمكيال الأوفى من الأجر يوم القيامة، فليكن آخر كلامه من مجلسه: سبحان ربِّك ربِّ العزَّة عمّا يصفون، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين ".