{ وَلَهُمْ فِيهَا مَنَـٰفِعُ } ، من أصوافها وأوبارها وأشعارها ونسلها، { وَمَشَـٰرِبُ } ، من ألبانها، { أَفَلاَ يَشْكُرُونَ } رب هذه النعم. { وَٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللهِ ءَالِهَةً لَّعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ } ، يعني: لتمنعهم من عذاب الله، ولا يكون ذلك قط. { لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ } ، قال ابن عباس: لا تقدر الأصنام على نصرهم ومنعم من العذاب. { وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مٌّحْضَرُونَ } ، أي: الكفار جندٌ للأصنام يغضبون لها ويحضرونها في الدنيا، وهي لا تسوق إليهم خيراً، ولا تستطيع لهم نصراً. وقيل: هذا في الآخرة، يُؤتى بكل معبود من دون الله تعالى ومعه أتباعه الذين عبدوه كأنهم جند محضرون في النار. { فَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ } ، يعني: قول كفار مكة في تكذيبك، { إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ } ، في ضمائرهم من التكذيب، { وَمَا يُعْلِنُونَ } ، من عبادة الأصنام أو ما يعلنون بألسنتهم من الأذى. قوله تعالى: { أَوَلَمْ يَرَ ٱلإِنسَـٰنُ أَنَّا خَلَقْنَـٰهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ } ، جدل بالباطل، { مٌّبِينٌ } ، بيِّنُ الخصومة، يعني: إنه مخلوق من نطفة ثم يخاصم، فكيف لا يتفكر في بدء خلقه حتى يدع الخصومة. " نزلت في أُبيِّ بن خلف الجمحي خاصم النبي صلى الله عليه وسلم في إنكار البعث، وأتاه بعظم قد بَلِيَ ففتته بيده، وقال: أترى يُحيي اللهُ هذا بعد ما رمَّ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " نعم ويبعثك ويدخلك النار " ، فأنزل الله هذه الآيات.