الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ لِّيُنذِرَ مَن كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ ٱلْقَوْلُ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } * { أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَآ أَنْعاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ } * { وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ }

{ لِّيُنذِرَ } قرأ أهل المدينة والشام ويعقوب " لتنذر " بالتاء وكذلك في الأحقاف، وافق ابن كثير في الأحقاف،أي: لتنذر يا محمد، وقرأ الآخرون بالياء، أي: لينذر القرآن، { مَن كَانَ حَيّاً } يعني: مؤمناً حي القلب، لأن الكافر كالميت في أنه لا يتدبر ولا يتفكر، { وَيَحِقَّ ٱلْقَوْلُ } ، ويجب حجة العذاب { عَلَى ٱلْكَـٰفِرِينَ }. قوله عزّ وجلّ: { أَوَلَمْ يَرَواْ أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم ممَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَآ } ، تولينا خلقه بإبداعنا من غير إعانة أحد، { أَنْعـٰماً فَهُمْ لَهَا مَـٰلِكُونَ } ، ضابطون قاهرون، أي: لم يخلق الأنعام وحشية نافرة من بني آدم لا يقدرون على ضبطها، بل هي مسخرة لهم. وهي قوله: { وَذَلَّلْنَـٰهَا لَهُمْ } ، سخرناها لهم، { فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ } ، أي: ما يركبون وهي الإبل، { وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ } من لحمانها.