الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَأْتِينَا ٱلسَّاعَةُ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ ٱلْغَيْبِ لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْبَرُ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ } * { لِّيَجْزِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } * { وَٱلَّذِينَ سَعَوْا فِيۤ آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ } * { وَيَرَى ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ ٱلَّذِيۤ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ ٱلْحَقَّ وَيَهْدِيۤ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ }

{ وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَأْتِينَا ٱلسَّاعَةُ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّى لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَـٰلِمِ ٱلْغَيْبِ } ، قرأ أهل المدينة والشام: «عالمُ» بالرفع على الاستئناف، وقرأ الآخرون بالجر على نعت الرب، أي: وربّي عالم الغيب، وقرأ حمزة والكسائي: «عَلاَّمِ» على وزن فعال، وجر الميم، { لاَ يَعْزُبُ } ، لا يعيب، { عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ } وزن ذرة { فِى ٱلسَّمَـٰوَٰتِ وَلاَ فِى ٱلأَرْضِ وَلاَ أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ } ، أي: من الذرة، { وَلاَ أَكْبَرُ إِلاَّ فِى كِتَـٰبٍ مُّبِينٍ }. { لِّيَجْزِىَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ أُوْلَـٰئِكَ } ، يعني: الذين آمنوا، { لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } ، حسن يعني: في الجنة. { وَٱلَّذِينَ سَعَوْا فِىۤ ءَايَـٰتِنَا مُعَاجِزِينَ } ، يحسبون أنهم يفوتوننا، { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ } ، قرأ ابن كثير وحفص ويعقوب: «أَليمٌ» بالرفع هاهنا وفي الجاثية على نعت العذاب، وقرأ الآخرون بالخفض على نعت الرجز، وقال قتادة: الرجز سوء العذاب. { وَيَرَى ٱلَّذِينَ } ، أي: ويرى الذين، { أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ } ، يعني: مؤمني أهل الكتاب: عبد الله بن سلام وأصحابه. وقال قتادة: هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، { ٱلَّذِىۤ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ } ، يعني: القرآن، { هُوَ ٱلْحَقَّ } ، يعني: أنه من عند الله، { وَيَهْدِىۤ } ، يعني: القرآن، { إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْعَزيز ٱلْحَمِيد } ، وهو الإِسلام.