الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً }

قوله عزّ وجلّ: { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلاَْخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً } ، قال ابن عباس: هم اليهود والنصارى والمشركون. فأما اليهود فقالوا: عزير ابن الله، ويد الله مغلولة، وقالوا: إن الله فقير، وأما النصارى فقالوا: المسيح ابن الله وثالث ثلاثة، وأما المشركون فقالوا: الملائكة بنات الله، والأصنام شركاؤه. وروينا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يقول الله سبحانه وتعالى: شتمني عبدي، يقول: اتخذ الله ولداً، وأنا الأحد الصمد لم ألد ولم أولد ولم يكن لي كفواً أحد ". وروينا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى: " يؤذيني ابنُ آدم يسبُّ الدهرَ وأَنا الدهر، بيدي الأمرُ أقلِّبُ الليلَ والنهارَ ". وقيل: معنى " يؤذون الله " يلحدون في أسمائه وصفاته. وقال عكرمة هم أصحاب التصاوير. أخبرنا عبد الواحد المليحي، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي، أخبرنا محمد بن يوسف، أخبرنا محمد بن إسماعيل، أخبرنا محمد بن العلاء، أخبرنا ابن فضيل، عن عمارة، عن أبي زرعة، سمع أبا هريرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " قال الله تعالى ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي، فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو شعيرة ". وقال بعضهم: " يؤذون الله " أي: يؤذون أولياء الله، كقوله تعالى:وَٱسْئَلِ ٱلْقَرْيَةَ } [يوسف: 82]، أي: أهل القرية. وروينا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى: " من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وقال من أهان لي ولياً فقد بارزني بالمحاربة ". ومعنى الأذى هو مخالفة أمر الله تعالى وارتكاب معاصيه، ذكره على ما يتعارفه الناس بينهم، والله عزّ وجلّ منزه عن أن يلحقه أذى من أحد، وإيذاء الرسول، قال ابن عباس: هو أنه شج في وجهه وكسرت رباعيته. وقيل: شاعر، ساحر، معلم، مجنون.