الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً } * { هُوَ ٱلَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلاَئِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِّنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ وَكَانَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً } * { تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلاَمٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً }

{ وَسَبِّحُوهُ } ، أي: صَلُّوا له، { بُكْرَةً } ، يعني: صلاة الصبح، { وَأَصِيلاً } ، يعني: صلاة العصر. وقال الكلبي: " وأصيلاً " صلاة الظهر والعصر والعشاءين. وقال مجاهد: يعني: قولوا سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فعبّر بالتسبيح عن أخواته. وقيل: المراد من قوله: " ذكراً كثيراً " هذه الكلمات يقولها الطاهر والجنب والمحدث. { هُوَ ٱلَّذِى يُصَلِّى عَلَيْكُمْ وَمَلَـٰئِكَتُهُ } ، فالصلاة من الله: الرحمة، ومن الملائكة: الاستغفار للمؤمنين. قال السدي قالت بنو إسرائيل لموسى: أيصلي ربنا؟ فكبر هذا الكلام على موسى، فأوحى الله إليه: أنْ قلْ لهم: إني أصلي، وأن صلاتي رحمتي، وقد وسعت رحمتي كلَّ شيء. وقيل: الصلاة من الله على العبد هي إشاعة الذكر الجميل له في عباده. وقيل: الثناء عليه. قال أنس: لما نزلت: { إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىِّ } ، قال أبو بكر: ما خصك الله يا رسول الله بشرف إلا وقد أُشركنا فيه، فأنزل الله هذه الآية. قوله: { لِيُخْرِجَكُمْ مِّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ } ، أي: من ظلمة الكفر إلى نور الإِيمان، يعني: أنه برحمته وهدايته ودعاء الملائكة لكم أخرجكم من ظلمة الكفر إلى النور، { وَكَانَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً }. { تَحِيَّتُهُمْ } أي: تحية المؤمنين، { يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ } ، أي: يرون الله، { سَلَـٰمٌ } ، أي: يسلم الله عليهم، ويسلمهم من جميع الآفات. وروي عن البراء بن عازب قال: «تحيتهم يوم يلقونه»، يعني: يلقون ملك الموت، لا يقبض روح مؤمن إلا يسلم عليه. وعن ابن مسعود قال: إذا جاء ملك الموت لقبض روح المؤمن قال: إن ربك يقرئك السلام. وقيل: تسلم عليهم الملائكة وتبشرهم حين يخرجون من قبورهم، { وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْراً كَرِيماً } ، يعني الجنة.