الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ للَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُؤْتِهَـآ أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً } * { يٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ إِنِ ٱتَّقَيْتُنَّ فَلاَ تَخْضَعْنَ بِٱلْقَوْلِ فَيَطْمَعَ ٱلَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً }

{ وَمَن يَقْنُتْ } ، يطع، { مِنكُنَّ للَّهِ وَرَسُولِهِ } ، قرأ يعقوب: «من تأت منكن، وتقنت» بالتاء فيهما، وقرأ العامة بالياء لأن «مَنْ» أداةٌ تقوم مقام الاسم يعبّر به عن الواحد والجمع والمذكر والمؤنث، { وَتَعْمَلْ صَـٰلِحاً نُؤْتِهَـآ أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ } ، أي: مثلي أجر غيرها، قال مقاتل: مكان كل حسنة عشرين حسنة. وقرأ حمزة والكسائي: «يعمل، يؤتها» بالياء فيهما نسقاً على قوله: «ومن يأت، ويقنت» وقرأ الآخرون بالتاء، { وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً } ، حسناً، يعني الجنة. { يٰنِسَآءَ ٱلنَّبِىِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ } ، قال ابن عباس: يريد ليس قَدْرُكُنّ عندي مثل قدر غيركنّ من النساء الصالحات، أنتن أكرم عليّ وثوابُكنّ أعظمُ لديّ، ولم يقل: كواحدة، لأن الأحد عام يصلح للواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث، قال الله تعالى:لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ } [البقرة: 285] وقال:فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَـٰجِزِينَ } [الحاقة: 47]. { إِنِ ٱتَّقَيْتُنَّ } ، الله فأطعتُنَّه، { فَلاَ تَخْضَعْنَ بِٱلْقَوْلِ } ، لا تلِنَّ بالقول للرجال ولا ترققن الكلام، { فَيَطْمَعَ ٱلَّذِى فِى قَلْبِهِ مَرَضٌ } ، أي: فجور وشهوة، وقيل نفاق، والمعنى: لا تقلن قولاً يجد منافق أو فاجر به سبيلاً إلى الطمع فيكنّ. والمرأة مندوبة إلى الغلظة في المقالة إذا خاطبت الأجانب لقطع الأطماع. { وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً } ، لوجه الدين والإِسلام بتصريح وبيان من غير خضوع.