{ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ } أي: فأقم وجهك أنت وأمتك منيبين إليه لأن المخاطبة لنبي صلى الله عليه وسلم ويدخل معه فيها الأمة، كما قال:{ يٰأيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ ٱلنِّسَآءَ } [الطلاق: 1] { مُنِيبِينَ إِلَيْهِ } ، أي: راجعين إليه بالتوبة مقبلين إليه بالطاعة، { وَٱتَّقُوهُ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلوٰةَ وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ }. { مِنَ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً } ، أي: صاروا فرقاً مختلفة وهم اليهود والنصارى. وقيل:هم أهل البدع من هذه الأمة، { كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ } ، أي: راضون بما عندهم. قوله تعالى: { وَإِذَا مَسَّ ٱلنَّاسَ ضُرٌّ } ، قحط وشدة، { دَعَوْاْ رَبَّهُمْ مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ } ، مقبلين إليه بالدعاء، { ثُمَّ إِذَآ أَذَاقَهُمْ مِّنْهُ رَحْمَةً } ، خصباً ونعمة، { إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ }. { لِيَكْفُرُواْ بِمَآ ءَاتَيْنَـٰهُمْ } ثم خاطب هؤلاء الذين فعلوا هذا خطاب تهديد فقال: { فَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } ، حالكم في الآخرة.