الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰمَرْيَمُ ٱقْنُتِي لِرَبِّكِ وَٱسْجُدِي وَٱرْكَعِي مَعَ ٱلرَّاكِعِينَ }

قوله تعالى: { يٰمَرْيَمُ ٱقْنُتِى لِرَبِّكِ } قالت لها الملائكة شفاهاً أي: أطيعي ربك، وقال مجاهد أطيلي القيام في الصلاة لربك، [والقنوت الطاعة] وقيل: القنوت طول القيام قال الأوزاعي: لما قالت لها الملائكة ذلك، قامت في الصلاة حتى ورمت قدماها وسالت دماً وقيحاً { وَٱسْجُدِى وَٱرْكَعِى } قيل: إنما قدم السجود على الركوع لأنه كان كذلك في شريعتهم، وقيل: بل كان الركوع قبل السجود في الشرائع كلها، وليس الواو للترتيب بل للجمع، يجوز أن يقول الرجل: رأيت زيداً وعمراً، وإن كان قد رأى عمراً قبل زيد { مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ } ولم يقل مع الراكعات ليكون أعم وأشمل فإنه يدخل فيه الرجال والنساء، وقيل: معناه مع المصلين في الجماعة.