الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوۤءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَاً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ وَٱللَّهُ رَؤُوفٌ بِٱلْعِبَادِ }

قوله تعالى: { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ } نصب يوماً بنزع حرف الصفة أي في يوم، وقيل: بإضمار فعل أي: اذكروا واتقوا يوم تجد كل نفس { مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا } لم يبخس منه شيء، كما قال الله تعالى:وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِرًا } [الكهف: 49] { وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوۤءٍ } جعله بعضهم خبراً في موضع النصب، أي تجد محضراً ما عملت من الخير [والشر فتسر بما عملت من الخير] وجعله بعضهم خبراً مستأنفاً، دليل هذا التأويل: قراءة ابن مسعود رضي الله عنهما { وما عملت من سوء ودت لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً }. قوله تعالى: { تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا } أي بين النفس { وَبَيْنَهُ } يعني وبين السوء { أَمَدَاً بَعِيداً } قال السدي: مكاناً بعيداً، وقال مقاتل: كما بين المشرق والمغرب، والأمد الأجل والغاية التي ينتهي إليها، وقال الحسن: يَسُرّ أحدهم أن لا يلقى عمله أبداً، وقيل يود أنه لم يعمله { وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ وَٱللَّهُ رَءُوفُ بِٱلْعِبَادِ }.