الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَٱخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ } * { فَٱنْقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوۤءٌ وَٱتَّبَعُواْ رِضْوَانَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ }

{ ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ } ومحل { ٱلَّذِينَ } خفض أيضاً مردودٌ على الذين الأول وأراد بالناس: نعيم ابن مسعود، في قول مجاهد وعكرمة فهو من العام الذي أُريد به الخاصَ كقوله تعالى: { أَمْ يَحْسُدُونَ ٱلنَّاسَ } يعني: محمداً صلّى الله عليه وسلم وحده، وقال محمد بن إسحاق وجماعة: أراد بالناس الركب من عبد القيس، { إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ } ، يعني أبا سفيان وأصحابه، { فَٱخْشَوْهُمْ } ، فخافوهم واحذروهم، فإنه لا طاقة لكم بهم، { فَزَادَهُمْ إِيمَـٰناً } تصديقاً ويقينا وقوة { وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ } أي: كافينا الله، { وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ } ، أي: الموكول إليه الأمور، فعيل بمعنى مفعول. أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي أخبرنا محمد بن يوسف أنا محمد بن إسماعيل أخبرنا أحمد بن يونس أخبرنا أبو بكر عن أبي حصين عن أبي الضحى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: { حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ } قالها إبراهيم حين ألقي في النار وقالها محمد صلّى الله عليه وسلم حين قالوا: { إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَٱخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَـٰناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ }. { فَٱنْقَلَبُواْ } ، فانصرفوا، { بِنِعْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ } بعافية لم يلقوا عدواً { وفَضْلٍ } تجارة وربح وهو ما أصابوا في السوق { لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوۤءٌ } لم يصبهم أذى ولا مكروه، { وَٱتَّبَعُواْ رِضْوَٰنَ ٱللَّهِ } في طاعة الله وطاعة رسوله، وذلك أنهم قالوا: هل يكون هذا غزواً فأعطاهم الله ثواب الغزو ورضي عنهم، { وَٱللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ }.