الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِيۤ أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وٱنْصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ } * { فَآتَاهُمُ ٱللَّهُ ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ ٱلآخِرَةِ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ } * { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن تُطِيعُواْ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ } * { بَلِ ٱللَّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ خَيْرُ ٱلنَّاصِرِينَ }

قوله تعالى: { وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ } ، نصب على خبر كان، والاسم في أن قالوا، ومعناه: وما كان قولهم عند قتل نبيهم، { إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا } أي: الصغائر، { وَإِسْرَافَنَا فِىۤ أَمْرِنَا } ، أي: الكبائر، { وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا } ، كي لا تزول، { وٱنصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَـٰفِرِينَ } ، يقول فهلا فعلتم وقلتم مثل ذلك بأصحاب محمد. { فَآتَاهُمُ ٱللَّهُ ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا } ، النصرة والغنيمة، { وَحُسْنَ ثَوَابِ ٱلآخِرَةِ } ، الأجر والجنة، { وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ }. قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن تُطِيعُواْ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } ، يعني: اليهود والنصارى، وقال علي رضي الله عنه، يعني: المنافقين في قولهم للمؤمنين عند الهزيمة: ارجعوا إلى إخوانكم وادخلوا في دينهم. { يَرُدُّوكُمْ عَلَىٰ أَعْقَـٰبِكُمْ } ، يُرجعوكم إلى أول أمركم الشرك بالله، { فَتَنقَلِبُواْ خَـٰسِرِينَ } ، مغبونين. ثم قال: { بَلِ ٱللَّهُ مَوْلَـٰكُمْ } ، ناصرُكم وحافظُكم على دينكم، { وَهُوَ خَيْرُ ٱلنَّـٰصِرِينَ }