الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَٱلْكَاظِمِينَ ٱلْغَيْظَ وَٱلْعَافِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ }

{ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّآءِ وَٱلضَّرَّآءِ } ، أي: في اليُسر والعُسر، فأول ما ذكر من أخلاقهم الموجبة للجنة ذكرَ السَّخَاوَة وقد جاء في الحديث. أخبرنا أبو سعيد الشريحي أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي أخبرنا أبو عمرو الفراتي أخبرنا أبو العباس أحمد بن إسماعيل العنبري أخبرنا أبو عبد الله بن حازم البغوي بمكة أخبرنا أبو صالح بن أيوب الهاشمي أخبرنا إبراهيم بن سعد أخبرنا سعيد بن محمد عن يحيى بن سعيد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: " السخي قريبٌ منَ الله قريبٌ منَ الجنةِ قريبٌ من النّاس، بعيدٌ منَ النّار، والبخيلُ بعيدٌ من الله بعيدٌ منَ الجنةِ بعيدٌ منَ الناسِ قريبٌ منَ النّار، والجاهل السخي أحب إلى الله من عابد بخيل ". { وَٱلْكَـٰظِمِينَ ٱلْغَيْظَ } أي: الجارعين الغيظَ عند امتلاء نفوسهم منه، والكظم: حبس الشيء عند امتلائه، وكظم الغيظ أن يمتلىء غيظاً فيردّه في جوفه ولا يُظهره. ومنه قوله تعالى:إِذِ ٱلْقُلُوبُ لَدَى ٱلْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ } [غافر: 18]. أخبرنا أبو سعيد الشريحي أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي أخبرنا أبو عمرو الفراتي أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد الإسفرايني أخبرنا أبو عبد الله بن محمد زكريا العلاني أخبرنا رَوح بن عبد المؤمن أخبرنا أبو عبد الرحمن المُقْرِي أخبرنا سعيد بن أبي أيوب قال: حدثني أبو مرحوم عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: " مَنْ كظمَ غيظاً وهو يقدرُ على أن ينفذَه دعاهُ الله يومَ القيامةِ على رُؤوسِ الخلائقِ حتى يخيّره من أيّ الحُورِ شاء ". { وَٱلْعَـٰفِينَ عَنِ ٱلنَّاسِ } ، قال الكلبي عن المملوكين سوء الأدب، وقال زيد بن أسلم ومقاتل: عمّن ظلمهم وأساءَ إليهم. { وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ }.