الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ تِلْكَ آيَاتُ ٱللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِٱلْحَقِّ وَمَا ٱللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعَالَمِينَ } * { وَللَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَإِلَىٰ ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ } * { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ مِّنْهُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ ٱلْفَاسِقُونَ }

{ تِلْكَ آيَاتُ ٱللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِٱلْحَقِّ وَمَا ٱللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعَالَمِينَ }. { وَللَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَإِلَىٰ ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ }. { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } قال عكرمة ومقاتل: نزلت في ابن مسعود وأُبي بن كعب ومعاذ ابن جبل وسالم مولى أبي حُذيفة، رضي الله عنهم، وذلك أنّ مالك بن الصيف ووهب بن يهودا اليهوديين قالا لهم: نحن أفضل منكم ودينُنا خير مما تدعونَنا إليه، فأنزل الله تعالى هذه الآية. ورَوَى سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } هم الذين هاجروا مع النبي صلّى الله عليه وسلم إلى المدينة، وقال جُويبر عن الضحاك: هم أصحاب محمد صلّى الله عليه وسلم خاصة الرواة والدعاة الذين أمر الله المسلمين بطاعتهم. ورُوي عن عمر بن الخطاب قال: كنتم خيرَ أُمةٍ أُخرجتْ للناس تكون لأولنا ولا تكون لآخرنا. أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا بو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح أنا أبو القاسم البغوي أنا علي بن الجعد أخبرنا شُعبة عن أبي حمزة قال: سمعت زهدم بن مضرب عن عمران بن حُصين رضي الله عنه: عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: " خيرُكم قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم " قال عمران: لا أدري أذكر النبي صلّى الله عليه وسلم بعد قرنه مرتين أو ثلاثاً وقال: " إنّ بعدكم قوماً يخونون ولا يُؤتمنون ويشهدون ولا يُستشهدون، وينذرون ولا يُوفون، ويظهر فيهم السِّمَن ". وبهذا الإِسناد عن علي بن الجعد أخبرنا شعبة وأبو معاوية عن الأعمش عن ذكوان عن أبي سعيد:عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: " لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أُحدٍ ذهباً ما بلغ مُدّ أحدِهم ولا نَصِيفَه ". وقال الآخرون: جميع المؤمنين من هذه الأمة. وقوله { كُنتُمْ } أي: أنتم، كقوله تعالى:وَٱذْكُرُوۤاْ إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً } [الأعراف: 86]، وقال في موضع آخر:وَٱذْكُرُوۤاْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ } [الأنفال: 26]، وقيل: معناه كنتم خير أُمة عند الله في اللوح المحفوظ، وقال قوم: قوله { لِلنَّاسِ } «من» صلةِ قولهِ «خير أمة»، أي: أنتم خير الناس للناس. قال أبو هريرة معناه: كنتم خيرَ النّاس، تجيئون بهم في السلاسل فتدخلونهم في الإِسلام. قال قتادة: هم أمة محمد صلّى الله عليه وسلم لم يُؤمرْ نبي قبله بالقتال، فهم يقاتلون الكفار فيُدخلونهم في دينهم، فهم خير أُمة للناس. وقيل: «للناس» صلة قوله «أُخْرِجتْ» معناه: ما أخرجَ الله للناس أُمّةً خيراً من أمة محمد صلّى الله عليه وسلم. أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أنا أبو عبد الله الحسين بن محمد الحافظ أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد بن حبيش المقري أنا علي بن زنجويه أخبرنا سلمة بن شبيب أنا عبد الرزاق أنا معمر عن بهز بنِ حكيم عن أبيه عن جده أنه سمع النبي صلّى الله عليه وسلم يقول في قوله تعالى: { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } قال:

السابقالتالي
2