الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِٱلْحَقِّ لَمَّا جَآءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ } * { وَٱلَّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ }

{ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً } ، فزعم أن لله شريكاً وأنه أمر بالفواحش، { أَوْ كَذَّبَ بِٱلْحَقِّ } ، بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن، { لَمَّا جَآءَهُ أَلَيْسَ فِى جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَـٰفِرِينَ } ، استفهام بمعنى التقرير، معناه: أما لهذا الكافر المكذب مأوى في جهنم. { وَٱلَّذِينَ جَـٰهَدُواْ فِينَا } ، الذين جاهدوا المشركين لنصرة ديننا، { لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا } ، لنثبتنهم على ما قاتلوا عليه. وقيل: لنزيدنّهم هدىً كما قال:وَيَزِيدُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ٱهْتَدَواْ هُدًى } [مريم: 76]، وقيل: لنوفقنّهم لإِصابة الطريق المستقيمة، والطرق المستقيمة هي التي يوصل بها إلى رضا الله عزّ وجلّ. قال سفيان بن عيينة: إذا اختلف الناس فانظروا ما عليه أهل الثغور، فإن الله قال: { وَٱلَّذِينَ جَـٰهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا }. وقيل: المجاهدة هي الصبر على الطاعات. قال الحسن: أفضل الجهاد مخالفة الهوى. وقال الفضيل بن عياض: والذين جاهدوا في طلب العلم لنهدينّهم سُبل العمل به. وقال سهل بن عبد الله: والذين جاهدوا في إقامة السنة لنهدينّهم سبل الجنة. وروي عن ابن عباس: والذين جاهدوا في طاعتنا لنهدينّهم سُبل ثوابنا. { وَإِنَّ ٱللَّهَ لَمَعَ ٱلْمُحْسِنِينَ } ، بالنصر والمعونة في دنياهم وبالثواب والمغفرة في عُقْباهم.