الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ فَٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَـٰؤُلاۤءِ مَن يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ إِلاَّ ٱلْكَافِرونَ } * { وَمَا كُنتَ تَتْلُواْ مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لاَّرْتَابَ ٱلْمُبْطِلُونَ }

قوله تعالى: { وَكَذَلِكَ } ، أي: كما أنزلنا إليهم الكتب، { أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبَ فَٱلَّذِينَ ءَاتَيْنَـٰهُمُ ٱلْكِتَـٰبَ يُؤْمِنُونَ بِهِ } ، يعني: مؤمني أهل الكتاب، عبدَ الله بن سلام وأصحابه، { وَمِنْ هَـٰؤُلاۤءِ } ، يعني: أهل مكة، { مَن يُؤْمِنُ بِهِ } ، وهم مؤمنوا أهل مكة، { وَمَا يَجْحَدُ بِـايَـٰتِنَآ إِلاَّ ٱلْكَـٰفِرونَ } ، وذلك أن اليهود عرفوا أن محمداً نبيٌ، والقرآن حقٌّ، فجحدوا. قال قتادة: الجحود إنما يكون بعد المعرفة. { وَمَا كُنتَ تَتْلُو } ، يا محمد، { مِن قَبْلِهِ مِن كِتَـٰبٍ } ، من قبل ما أنزلنا إليك الكتاب، { وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ } ، ولا تكتبه، أي: لم تكن تقرأ ولا تكتب قبل الوحي، { إِذاً لاَّرْتَابَ ٱلْمُبْطِلُونَ } ، يعني لو كنت تكتب أو تقرأ الكتب قبل الوحي لشك المبطلون المشركون من أهل مكة، وقالوا: إنه يقرؤه من كتب الأولين وينسخه منها، قاله قتادة. وقال مقاتل: " المبطلون " هم اليهود، ومعناه: إذاً لشكوا فيك واتهموك، وقالوا إن الذي نجد نعته في التوراة أمي لا يقرأ ولا يكتب وليس هذا على ذلك النعت.